فايز شبيكات الدعجه - هدأت عاصفة المخدرات التي اجتاحتنا وشكونا منها مؤخرا وكانت حتى الماضي القريب هاجس العائلة الأردنية الأول.
لا نعرف على وجه الدقة والتحديد ما الذي جرى، وكيف اختفت أخبارها على هذا النحو سريع.
لكن ما يهمنا انها هدأت بالفعل، ولربما كان لاشتراك الجيش مع ادارة مكافحة المخدرات على الحدود أثر في ذلك كبير، فثمة عمليات كبرى جرى تنفيذها هناك قتل خلالها عدد من المهربين، ودحر أخرون بعيدا عن الحدود، ودمرت آلياتهم او احترقت بنيران حرس الحدود، وضبطت كميات كبيره من المواد المخدرة.
جرى هذا بالتوازي مع الجهود الكبيرة والمعارك الضارية التي يخوضها رجال المكافحة ضد تجار المخدرات في الداخل .
يسود الاعتقاد بأن تلك الضربات الموجعة شكلت ردعا عاما وخاصا للمهربين، وقذفت الرعب في قلوبهم، وتوقفوا عن مجرد التفكير في الاقتراب من حدود المملكة، ولربما كان للتغطية الإعلامية أيضا الأثر البالغ في إذاعة تفاصيل العمليات وإيصالها لمسامع من كان يستعد لتحميل بضاعته القاتلة، والتوجه بها نحو الحدود التي أصبحت خط ناري قاتل، وتحولت إلى مقبرة مفتوحة للجناة.
اختفت الاخبار اليومية المتلاحقة عن الظاهرة ولم نعد نسمع بها كما كنا، وانحسر إلى درجة كبيره الحديث المتكرر عن انتشارها، ويؤشر الواقع الي صغر حجمهابالمقارنة عما كانت عليه في الأعوام السابقة.
المؤكد ان هنالك خلل مزمن جرى معالجته في التشخيص الفعلي للمعضلة، رافقه خلل في وسائل المكافحة تحت تأثير المقولة الخبيثة (الأردن ممر وليس مقر للمخدرات )التي سادت طويلا وكانت جزء من المشكلة، وتسببت بالانتشار الخرافي للإدمان، وأدت الى إفشال رؤية (أردن بلا مخدرات) التي كانت العنوان الرئيس لمقاومة الآفة القاتلة.
ربما آن الاوان للثقة بهذه الرؤية الطموحة في ظل هذا الانحسار الملحوظ للظاهرة، ونرجو الله أن يكون ما حدث مقدمة لنهايتها ، فما لاح في الأفق يبعث على التفاؤل بقرب وقف تمدد المشكلة، والتخلص من نوبات الهلع التي تصيب الآباء والأمهات ما إن يغادر البنون البيت للدراسة او العمل او حتي لمجرد الخروج لبرهة إلى الشارع .
لقد سبق وأن أعلنت مديرية الأمن العام عن مراجعة وتقييم كافة البرامج المتعلقة بمكافحة المخدرات بمحاورها الثلاثة العملياتية والوقائية والعلاجية، والعمل على تحسينها وتطويرها لتواكب الأشكال والمستجدات الجرمية، وقد نكون وصلنا لمرحلة قطف الثمار، ونجاح أدوات البرامج الحالية المنتجة لهذا التغيير الجذري العاجل، وقدمت حلولا فعلية ملموسة يمكن للمواطن رصدها وملاحظتها على ارض الواقع بكل سهولة ويسر.