التربية والتعليم في ذمه الله
بقلم محمد ربابعه
فرق كبير ومسافة شاسعة التي تفصلنا بين الزمن الجميل التي تميزت فيه المدرسة بكل ما تعنيه من معنى وبين هذا الزمن الذي نعيش فيه وخلو المدارس من جوهر العملية التعليمية ’لا شك أن اختيار العنوان يعطي دلاله واضحة على ما أريد إيصاله ,وهو أن ما نراه من مشاهد وأحداث متتالية ترتبط بالمدارس ارتباطا مباشرا يدل على عمق الفجوة التي وصلت إليها العملية التربوية وإنها إيذانا بمرحله خطيرة سيتحمل تبعاتها المجتمع بأكمله , وكان لا بد من التركيز على دراسة الوضع التعليمي دراسة مستفيضة ودق ناقوس الخطر على الشواهد والسلوكيات الصادرة عن طلاب المدارس .
و إعداد الحلول الناجعة التي تعيد للمدرسة صورتها الجميلة وللمعلم هيبته ومكانته التي يستحقها وإلا سنهوى إلى منحدر عميق وعندها لا ينفع الندم ,من المشاهد التي تجعلنا في حاله إحباط أن نرى طلاب بالعشرات يخرجون من المدرسة بعد الحصة الأولى أو حضورهم للمدرسة بعد الحصة الثالثة ,أو عدم التزامهم بالدوام بشكل دائم أو استخدام الألفاظ النابية والسب والشتم أسلوب للتعامل ,والعجيب أن نرى المعلمين يخرجون من المدرسة للبحث عن الطلاب لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة لا بل أنني سألت احد الطلاب وهم يخرجون من دوامهم وعددهم يتجاوز العشرين ,هل هناك عطله في مدرستكم فقال لي لا ولكن الأمور سايبه ,واستمر الحوار فقلت ألا يوجد معلم يسيطر على هذه الفوضى فأخبرني بأنه لا يستطيع وانتهى الحوار بهدوء وسلامه . ومما يساعد في التهرب من الدراسة دور أولياء الأمور الذي لا يقل أهميه عن دور المدرسة وعند ما يفقد الطالب التوجيه والمتابعة من قبل أهله وولي أمره فانه سيكون سهلا عليه أن لا يقبل التوجيه والإرشاد في المدرسة , لا سيما وأن التربية في البيت هي الحلقة الأولى في تهذيب الطالب وإعداده للانتقال إلى مرحله المدرسة ليكون على استعداد لتلقي علومه , وحتى يتحقق ذلك علينا دراسة الموضوع من عده جوانب وان وزاره التربية والتعليم تتحمل الجانب الأول وهو: أن على الوزارة العودة إلى السياسة التعليمية السابقة وعدم التدخل في العملية التعليمية من أي جهة كانت, وكلنا نعلم نتائج تلك السياسة من تخريج صفوه أبناء الوطن وانخراطهم في العمل الجاد والبناء لخدمه وطنهم وفي مختلف المجالات ولولا تلك السياسة لما وجدت جامعات ولا مؤسسات وذلك لعدم وجود من يدخلها , يخبرني احد المواطنين الذين يعيشون في أمريكا فيقول إنكم أخذتم أمران من أمريكا أولا : أخذتم النظام التعليمي وان بيئة أمريكا لا تناسب بيئة الأردن وثانيا: أخذتم حقوق المرأة وما يناسب المرأة في أمريكا لا يناسب المرأة في الأردن , ولا بد من الإقرار بان هناك ثلاث محاور هي المسؤوله عن المستوى التعليمي أولا : السياسة التربوية المناطه بوزارة التربية والتعليم وعدم التدخل بها ثانيا: مستوى التحصيل العلمي للمعلم ومقدرته على إيصال المعلومة وفرض شخصيته أمام الطلاب ثالثا : السلوك المشين وعدم الالتزام الذي يتصف به نسبه كبيره من الطلاب وعدم المراقبة والمتابعة من قبل الأهل .