في مقالاتي السابقة كتبت بأن مجلس النواب عبارة عن ديكور للحكومة وللأسف الكثير لم يعجبه كلامي لاني مواطن من الطبقة الثانية بالنسبة لتصنيف الشعب الاردني حيث لا يوجد عندنا سوى طبقتين يلي فوق فوق واحنا يلي تحت في مستنقع عميق جداً لا ولن نخرج منه الا بعد سنين وسنين هذا اذا بقينا من الأحياء بظل جائحة كورونا وقلت وأكرر كلماتي للحكومة , اتركونا نموت من كورونا لكي لا نموت جوعاً ..
ولنعود معاً لموضوعنا الرئيس حيث هناك سخط شعبي كبير جداً على التنمية الاجتماعية بسبب منح النواب فسائم بـ 682 الف دينار اردني لتوزيعها على الفقراء بواقع 150 قسيمة لكل نائب بقيمة 35 دينار لكل قسيمة , وهذه وسيلة انتخابية وشعبويه ظاهرة للعيان , وهناك عدم رضا من بعض النواب على العدد ومنهم من يريد ارجاعها لانها لا تفي بالغرض ويريد المزيد , وجميعنا نعرف الطرق التي استخدمها بعض النواب للوصول الى منطقة صنع القرار , وقبلنا بالواقع المر , ولكن أن يتحول المشهد وكأن الحكومة تحاول شراء ذمم النواب وبطريقة لا تليق بأصحاب الولاية العامة , وبالأخر النواب سيوزعون القسائم على الأقارب والمعارف والمحسوبية وبدون وجه حق , لان النائب موجود للتشريع وليس للخدمات وان يتحول لموظف بوزارة التنمية الاجتماعية , وهو من انتخبناه ليمثل الشعب الأردني , وهذا شيء لا يغتفر بحق نائب الوطن ..
اعيد واكرر بأن الشعب الاردني ليس مغفل وهو الشعب المثقف والذكي والذي يحمل الشهادات الجامعية والتي هي مجمدة على حيطان البيت البارد وقد زادت برودته وخصوصاَ نحن بأجواء صيفيه حارة .
الاردنيين يسألون لماذا الحكومة اوكلت توزيع هذه القسائم عن طريق النواب بالذات وماذا تريد من النواب في المرحلة المقبلة , ومن الأجدر بالحكومة ان توكل الامر للوزارة او عن طريق المحافظ في كل محافظة , وبالأخر نعرف بأن هذه القسائم لا ولن تصل لمستحقيها والله اعلم .
عندما نكتب او ننتقد الحكومة او النواب لا نكتب بسبب كرهنا او غيرتنا منهم , لاننا بالأصل لا نعرفهم وحتى الأسامي لا نعرفها لأننا اكثر دولة بالعالم عندنا وزراء وكل حكومة تكلف اكثر من خمسون وزيراً ولا يدركنا الوقت لحفظ اسمائهم وفقط نتذكر وزير ما لان والده كان وزيراً وهي وراثية في بلدي ابن الوزير وزير وابن العتال عتال او اكثر شي استاذ في مدرسة خاصة براتب 260 دينار بعد التعديل .
وجلالة الملك دوماً يوجه الحكومة الى العمل وتشجيع الاستثمار وفتح القطاعات والاهتمام بالمواطن والمحافظه على كرامة المواطن ولفت جلالته إلى ضرورة العمل للسير في إنجاز الإصلاح الاجتماعي الذي يقوي من نسيج المجتمع وتماسكه وبما يحفظ كرامة المواطن التي هي 'عندي خط أحمر'
وأخيرا بالنسبة للوضع الاقتصادي والإجتماعي في الوطن غير مستقر ويزداد صعوبة وحكومة لا حول ولا قوة متمسكين بالحظر يوم الجمعة والحظر الجزئي والذي ان دل على شيء يدل على عجز الحكومة بمواجهة الفيروس , وهذا يزيد الفقر ويخلق مشاكل اجتماعية ويعمل خلل كبير في مكونات المجتمع الاردني حيث البطالة التي هي موجودة اصلاً وتزداد , ناهيك عن مليون شخص فقدوا عملهم بسبب جائحة كورونا والحبل على الجرار والى متى ..
كل واحد في هذه الدنيا له وطن يسكن فيه إلا نحن إلا نحن إلا نحن , لنا الأردن يسكن فينا وكل العز لشعبنا الاردني الذي يعشق وطنه ويحتاج الى حكومة ونواب بحجم الوطن .