زاد الاردن الاخباري -
تحوّل مشروع دوري السوبر الأوروبي، الذي شغل العالم في الأيام الماضية، إلى مثار «سخرية» واسعة، كما وصفت ذلك صحيفة «غارديان» البريطانية بعد الضربات القوية التي تلقاها، والانسحابات المتتالية للأندية المؤسسة، إلى جانب معارضة واسعة شملت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، والاتحاد الأوروبي (يويفا)، والحكومات، ومدربين ولاعبين وشخصيات شهيرة وعموم المشجعين.
لم يكن يدور في خلد المؤسسين، وعلى رأسهم رئيس ريال مدريد فلورينتينو بيريز، أن ينهار المشروع بهذه السرعة، بعد أن كانت الآمال معقودة على انضمام أندية جديدة لإكمال مشروع الـ 20 نادياً.
وقالت صحيفة «ماركا» إنه «دوري سخيف»، مشيرة إلى أن المسؤولين عنه لم يقدروا حجم المعارضة له.
وتقف أربعة أسباب رئيسة وراء الانهيار السريع للمشروع، الذي تهاوى كـ «قصر من ورق»، كما وصفته وسائل إعلام أوروبية.
1 غضب جماهيري واسع
بعد ساعات من الإعلان عن إنشاء دوري السوبر، بدأت تظهر معالم الغضب الجماهيري ضده، خصوصاً في إنجلترا.
وفي مباراة ليفربول وليدز، قام لاعبو الأخير بارتداء قمصان مناهضة للمشروع، ثم التحق بهم أعداد كبيرة من جماهير الفريقين.
وقام مشجعون غاضبون من ليفربول بوضع ملصقات وشعارات على مدخل المقر الرئيسي تدعو النادي للانسحاب منه، والأمر نفسه قام به مشجعون لتشيلسي قبل لقاء برايتون، وكذلك أنصار توتنهام ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، الأمر الذي خلق وحدة جماهيرية نادرة ضد دوري السوبر.
وظهر السخط الجماهيري بشكل أكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف المشجعين في أوروبا.
2- انسحاب مانشستر سيتي
انطلق المشروع بـ 12 نادياً مؤسساً، كما أكد ذلك رئيس ريال مدريد، بيريز الاثنين الماضي، من بينها ستة أندية إنجليزية هي: مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام وتشيلسي وآرسنال.
وذكرت صحف بريطانية أن الانسحاب الذي أعلن عنه سيتي قبل الجميع، وجه ضربة قاضية للمشروع، وأسهم في توالي انسحابات الأندية الانجليزية، ثم الأندية الأخرى، إنتر وميلان وأتلتيكو مدريد، لينتهي المشروع قبل أن يولد.
3- معارضة شديدة وإجراءات قانونية معقدة
كان يويفا أول من اعتبر المشروع «شرخاً» في وحدة القارة، وأنه «انتصار للجشع»، وضرب للمنافسة، والأمر نفسه عبر عنه فيفا، واللجنة الأولمبية الدولية، إلى جانب معظم الحكومات الأوروبية.
هددت هذه الهيئات والمؤسسات بإجراءات قانونية، كانت ستعني دخول الكرة الأوروبية في دوامة قانونية غير منتهية، قد تفسد متعة كرة القدم وتجعلها رهينة للمحاكم لفترة طويلة، مما قد يؤثر على جميع المسابقات التقليدية الأخرى، وهو أمر جعل العديد من الأندية المؤسسة تنسحب.
4- تراجع أسهم وضربات اقتصادية
وعد مشروع دوري السوبر الأندية المشاركة بمبالغ قياسية نظير المشاركة تراوح بين 150 و300 مليون يورو، إلى جانب مبالغ أخرى كثيرة في حال الفوز، لكن أول المؤشرات الاقتصادية بعد الإعلان عن المشروع جعل العديد من هذه الأندية تعيد التفكير، ثم تنسحب.
وكان من ذلك تراجع أسهم ليفربول ومانشستر يونايتد بنسب راوحت بين 6 و8%، كما قرر بعض الرعاة الانسحاب على غرار «تريبوس»، الذي أعلن فسخ عقده مع ليفربول، معتبراً أن المشروع «ينسف المنافسة الشريفة».
وخشية من تأثيرات اقتصادية غير مرغوبة، وفي ظل أن المشروع لم ينطلق بعد، وبسبب جائحة «كورونا»، جعل هذا الأمر الأندية تقرر الانسحاب سريعاً من المشروع.
ما هو دوري السوبر وماذا بعد الانهيار
- دوري السوبر مشروع لأندية النخبة الأوروبية، تم إطلاقه من قبل 12 نادياً بدعم من مستثمرين أميركيين، على رأسهم بنك «جاي بي مورغان».
- يستهدف المشروع إنشاء كيان مواز لدوري أبطال أوروبا، لكن مع عائدات مالية ضخمة تتراوح ما بين 150 و300 مليون يورو لكل نادٍ مشارك، وعائدات أكبر في حال الفوز باللقب أو التقدم في البطولة.
- الأندية المؤسسة هي ستة أندية إنجليزية (مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وتوتنهام وتشيلسي وأرسنال)، بجانب أندية إسبانية (ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد) وإيطاليا (يوفنتوس وميلان وإنتر ميلان).
- تلقى المشروع صفعة قوية بإعلان الأندية الإنجليزية انسحابها من المشروع، ثم التحقت بها الأندية الأخرى.
- الهيئة المسؤولة عن دوري السوبر أكدت أنها تراجع المشروع في ظل التطورات الأخيرة، وأنها ستعيده بشكل آخر في فترة لاحقة.
- الصفعات التي تلقاها المشروع بعد يومين من إعلان تأسيسه جعلته ينتهي قبل أن يبدأ، لكنه دفع يويفا لإعلان استعداده لإعادة النظر في شكل مسابقاته، على أن يستمع للأندية الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بتوزيع العائدات المالية، والرفع من القيمة التسويقية للبطولة الأهم دوري أبطال أوروبا.