خليجيون عرب وعرب مصريون
في خطوة لاقت ترحيباً اردنياً واسعاً ومن مختلف القطاعات الرسمية والشعبيه الاردنيه ، رحَب مجلس التعاون الخليجي بطلب انضمام الاردن الى منظومة المجلس ، والأردن إذ ينظر الى ذلك القرار بأحترام كبير وتقديراً عالي الى الاخوة العرب في الخليج وشبه الجزيرة العربية لوقفتهم العربيه الشجاعة الى جانبه ، وفي الوقت الذي يعاني الاردن من الظروف الأقليمية والدولية الحرجة أقتصادياً ، تجيء الخطوة غير المحسوبة سياسياً وأقتصادياً والتي تؤكد غياب الحكمة والعقلانيه لوزير البترول المصري المهندس عبدالله غراب , الذ أكد إن الحكومة مصممة على تعديل عقد تصدير الغاز المصرى إلى الأردن , والذى وصفه بأنه «غير مناسب» للحكومة المصرية ولا يتفق مع تطورات الأسعار العالمية.
والغريب من غراب أنه يطالب من الاردن بتفهم متطلبات المرحلة الحالية فى مصر والتى تركز على استعادة جميع حقوق الشعب المصرى فى ثروته الطبيعية ، وكأن الغاز المصري للأردن كان بالمجان وهدية الرئيس مبارك للأردنيين ، متناسياً ان الأردن وخلال عقود كثيرة مضت استقبل على مدى اربعين عاماً مئات اللآف من العمالة الوافدة المصرية وذلك انطلاقاً من مواقفه العربيه في التخفيف من معاناة الشعب المصري الذي يعيش في أعلى نسبة بطالة بين الشباب في المنطقة العربية ، بالأضافة الى مصالحه الأقتصادية مع الشقيقة مصر والمتمثلة تحديداً بالغاز المصري عبر الخط الناقل من سيناء .
الموقف المصري الغريب من غراب يقوم على مبدأ شفط العملة الصعبه من الدولارات وعلى خطين متوازيين من الأردن خط الغاز وخط العمالة الوافدة والتي كلفت الأردن وعبر عقود مضت مئات الملايين من العملات الصعبة و دون أن تقدم مصر شيئاً بالمقابل ، بل ان الموقف الغريب من غراب تأيد بأنتقاد مسؤول مصري بارز في وزارة البترول ربط الأردن ملف الغاز المصري بالعمالة الوافدة المصرية من مبدأ وكما أدعى ذلك المسؤول ان العمالة المصرية في الأردن تعمل في أطار شرعي ، وكأن الأردن في حصوله على الغاز المصري بأسعار تفضيليه يقوم بذلك ضمن أطار غير شرعي ولا يقوم على الأخوة العربيه والترابط الأنساني والوحدة العربيه والتي طالما ظلت أبواق الأعلام والسياسة المصريه تفاخر بان المصريين هم أهلها وهم الذين يضحون من أجل العرب وهم دعاة الوحدة والقومية العربيه .
الأردن من حقه الربط بين ملف الغاز والعمالة المصرية الوافدة وبقاء الحال كما هو عليه هو مصلحة مصرية بالدرجة الأولى ، فعشرات بل مئات اللآف من العمال المصريين في الأردن يعملون في مهن يمكن لعشرات اللآف من العاطلين عن العمل من الأردنيين العمل بها ، وما تبقى يمكن للعمالة الهندية والبنغاليه تعويضها وبرواتب زهيده ليست بحجم الرواتب المرتفعة التي يتقاضها المصريون في الأردن ، وسيكون للأردن دور كبير ومشرف في دعم ثورة ميدان التحرير التي آرادها المصريون بمدهم بنصف مليون عامل عائد من الأردن ، أما الأردن وملف الغاز فأن الله معه والأخوة الخليجين العرب