زاد الاردن الاخباري -
قررت السعودية منع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية وعبورها الأراضي السعودية لحين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذها الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن قرار الحظر سيبدأ سريانه ”في الساعة 9 صباحا من يوم الأحد المقبل، لحين تقديم السلطات اللبنانية المعنية ضمانات كافية وموثوقة لاتخاذهم الإجراءات اللازمة لإيقاف عمليات تهريب المخدرات الممنهجة إلى المملكة“.
وقال البيان: ”الجهات المختصة في المملكة لاحظت تزايد استهدافها من قبل مهربي المخدرات التي مصدرها لبنان أو التي تمر عبر أراضيها، حيث يتم استخدام المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي السعودية“.
وتابع البيان: ”الاستهداف يتم سواءً من خلال الإرساليات الواردة إلى أسواق السعودية أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة للمملكة، وأبرز الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب هي الخضروات والفواكه“.
وأشار البيان إلى أن السلطات السعودية قامت بهذا الإجراء ”نظرا إلى عدم اتخاذ خطوات عملية لوقف تلك الممارسات، على الرغم من المحاولات العديدة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك“.
وأوضح البيان أن وزارة الداخلية السعودية ”ستستمر بالاشتراك مع الجهات المعنية في متابعة ورصد الإرساليات الأخرى القادمة من لبنان، للنظر في مدى الحاجة إلى اتخاد إجراءات مماثلة“.
وكشف المتحدث باسم المديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية النقيب محمد النجيدي، أن "نسبة المضبوطات المخبأة في الخضار والفواكه الواردة من لبنان بلغت 75% من إجمالي ما تم ضبطه".
وبيّن النجيدي، أن "وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات تمكنت من كشف مخطط لشبكة جريمة منظمة، في تهريب مواد مخدرة مخبأة داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان".
وقال: "نجحت المديرية العامة لمكافحة المخدرات في كشف عدة عمليات تهريب قادمة من لبنان داخل شحنات خضار وفواكه، من أبرزها ضبط أكثر من 20 مليون قرص (إمفيتامين) مخبأة داخل شحنة عنب، وأخرى داخل شحنة تفاح بلغت أكثر من 4 ملايين قرص (إمفيتامين) مخدر".
وتابع: "ما صدر من بيان سابق حول ضبط كمية من الأقراص المخدرة بلغت 11 مليون قرص داخل شحنة من الإطارات قادمة من لبنان عبر ميناء جدة".
لبنان يتعهد بالتعاون مع السعودية
من جانبه، تعهد لبنان بالتعاون مع السعودية من اجل الحيلولة دون تكرار عمليات تهريب المخدرات عبر المنتجات اللبنانية.
وقال اللواء محمد فهمي وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال الجمعة إن بلاده على استعداد للتعاون مع كل الدول لمكافحة تهريب المخدرات بعد الحظر السعودي على دخول وعبور الفاكهة والخضر اللبنانية لأراضيها بسبب تزايد تهريب المخدرات.
وأضاف الوزير أن الأمن اللبناني "يبذل جهودا جبّارة في موضوع محاربة عمليات تهريب المخدرات، وفي هذه الحرب قد ينجح المهربون في بعض الأحيان لكن هذا لا يلغي الجهد الكبير والعمل الدقيق الذي يستهدف بنجاح عشرات عمليات التهريب ويوقفها".
ودعا فهمي إلى "مزيد من تعاون الأجهزة الأمنية بين البلدين لحماية شعبيهما".
"خسارة كبيرة" للبنان
وقال عباس مرتضى وزير الزراعة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال لرويترز إن الحظر السعودي على واردات الخضر والفاكهة من بلاده خسارة كبيرة، وإن قيمة تلك الصادرات اللبنانية للسعودية 24 مليون دولار سنويا.
وأضاف لرويترز أن الأمر خطير للغاية خاصة إذا أثر سلبا على الصادرات لباقي دول الخليج الي قد تتخذ إجراءات مماثلة.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية يوم الجمعة إنها أحيطت علما عبر السفارة السعودية بقرار حظر دخول الخضر والفواكه من لبنان بسبب تهريب المخدرات.
وأضافت الوزارة في بيان "نقل الوزير شربل وهبة الموضوع إلى كبار المسؤولين".
وتابع البيان قائلا "تهريب المخدرات في حاويات أو شاحنات محملة بالفواكه والخضر من لبنان إلى الخارج عمل يعاقب عليه القانون اللبناني، وتؤكد أن تهريب المخدرات وشحنها يضر بالاقتصاد وبالمزارع اللبناني وبسمعة لبنان".
وحث البيان السلطات اللبنانية على العمل "بأقصى الجهود" لإحباط أي محاولات تضر بالمزارعين اللبنانيين.
اصابع الاتهام تتجه لحزب الله
المغردون السعوديون أثنوا على قرار المملكة حظر استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية، مطلقين حملة في تويتر تحت وسم "الحرب على المخدرات".
ورأى العديد من الناشطين السعوديين أن تهريب المخدرات إلى المملكة هو استهداف لها من قبل "حزب الله" المسيطر على لبنان، استهداف لا ينفصل عن الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد السعودية.
وفي لبنان، تضامن ناشطون في مواقع التواصل مع المملكة العربية السعودية، معلنين وقوفهم ضد تهريب المخدرات إلى الأراضي السعودية ومطالبين الدولة اللبنانية وضع حد لعمليات التهريب.
وتُوجه العديد من الاتهامات لحزب الله وتقول بضلوعه في عمليات تجارة المخدرات، سواء في السعودية وغيرها، ما دفع العديد من الناشطين لإلقاء اللوم عليه في قرار منع تصدير المنتجات الزراعية إلى السعودية وقطع أرزاق اللبنانيين.