زاد الاردن الاخباري -
أثارت رقصة أداها شاب وفتاة في شارع عام في محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، جدلا واسعا في الأوساط الشعبية ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت ردود الفعل حيال ذلك.
ويظهر مقطع مرئي انتشر بشكل واسع شابا عراقيا وفتاة سورية، وهما يرقصان أمام أحد المقاهي في شارع سالم المكتظ بالمارة مساء الجمعة.
وأثار المقطع غضبا واسعا، لتزامنه مع شهر رمضان، وقال أصحاب بعض المقاهي، القريبة من موقع ”الرقصة“ إنهما تعرضا لتهديدات من مجهولين، على رغم عدم صلاتهم بالحدث.
وانحصر النقاش بين من رآه حرية شخصية، في مدينة يغلب عليها الطابع المدني، وبين من رأى ذلك انتقاصا من حرمة شهر رمضان، وشعائر المسلمين.
وقال المتحدث باسم شرطة السليمانية سركوت أحمد، لوسائل إعلام محلية اليوم السبت، ”إن الشابين ليسا من أهل السليمانية، وإنهما قدما مع مجموعة سياحية“.
وأضاف: ”لم تسجل أي جهة دعاوى ضد الشابين ولا يمكننا التحرك دون وجود أوامر للقضاء“، مضيفا: ”لقد توجهت مفارز الشرطة الى المكان بعد انتشار مقطع الفيديو لكن لم يعثر عليهما ويبدو أنهما تركا المكان بعد الرقص“.
وتبين لاحقا أن الشاب عراقي، ويطلق على نفسه اسم باجيتا، أما الشابة فتدعي تيفاني كوري وهي من مدينة حلب السورية ومقيمة في محافظة أربيل، وهما مؤسسا معهد ”M&T Dance Academy“ لتعليم الرقص في أربيل“.
وتحدث باجيتا لوسائل إعلام محلية، عن القضية، قائلاً ”إننا زرنا السليمانية في رحلة، وأثناء مرورنا بشارع سالم فضّلنا مشاركة لحظات من المرح والفن مع الجمهور ولم يكن الأداء مخططا له مسبقا“.
وأضاف أنه ”لم نكن نقصد الإهانة لأي معتقد ولا لرمضان وما فعلناه مجرد هواية شخصية لنا اعتدنا عليها“.
وقد قالت الشابة تيفاني إنها ”مسيحية من حلب السورية وهي تتأسف إن كان فعلهما تسبب بإيذاء مشاعر الآخرين وإن أداء الرقص كان صدفة وغير مخطط له مع أي طرف ولا مع أي من المقاهي الموجودة في المكان“.
وتتمتع محافظة السليمانية بطابع مدني، غالب فيها، مع وجود وازن للطرائق الدينية، مثل الصوفية والسلفية، وغيرهم، حيث لديهم حرية واسعة في أداء عباداتهم.
واعتبر سياسيون كرد تلك الواقعة استفزازا لمشاعر المسلمين، وقال النائب في البرلمان علي حمه طه في تدوينة على حسابه في فيسبوك إن ”محاولة استفزاز المسلمين في رمضان ليست حرية، اذهبوا وارقصوا في منازلكم“.
واعتبر النائب هوشيار عبد الله في تدوينة على تويتر، أن ”رقصة السليمانية ليست سوى سيناريو استغلته السلطة عبر قنواتها الإعلامية، لجعل المجتمع مشغولًا بهذه الأحداث ونسيان ما هو أهم من خططها“.
ورداً على ذلك، أقام مصلون صلاة التراويح يوم السبت، في المكان الذي أدى فيه الشابان رقصتهما.
وقال مصلون، في تعليقات لهم، إن ”ما حصل لا يعد حرية شخصية، بل هو انتهاك للحريات العامة، واستفزاز لمشاعرنا.. عليهم أن يعوا حرمة هذا الشهر“.