زاد الاردن الاخباري -
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأحد، استعداد الاتحاد الأوروبي لمساعدة الهند في مكافحة تسارع انتشار فيروس كورونا المستجد ”كوفيد-19“.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية عبر ”تويتر“، إن الاتحاد الأوروبي يستعد لتقديم ”المساعدة“ للهند لمكافحة تسارع انتشار وباء كورونا، من خلال تفعيل الآلية الأوروبية للحماية المدنية.
وتم إنشاء هذه الآلية عام 2001، وهي تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بالمشاركة في تنسيق مساعداتها ونشر الموارد في كل أنحاء العالم، في حال حدوث حالة طوارئ واسعة النطاق، لا يمكن لبلد محدد معالجتها بمفرده.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأحد أن حكومتها تستعد لتقديم مساعدة عاجلة للهند. وقالت "إلى الشعب الهندي، أريد أن أعبر عن تعاطفي الكامل وسط هذه المعاناة الرهيبة التي يسببها كوفيد-19 من جديد للسكان".
محارق الجثث تعاني مع اشتداد الجائحة
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن "محارق الجثث والمقابر بالهند أصبحت غارقة من كثرة العمل بعدما غمرتها موجة جديدة من إصابات فيروس كورونا التي تمزق البلد المكتظ بالسكان بسرعة مرعبة".
وسجلت الهند الأحد، رقما قياسيا عالميا للإصابات الجديدة بفيروس كورونا، مدفوعا بمتغير "خبيث" جديد ظهر هنا، مما يقوض مزاعم الحكومة السابقة لأوانها بالنصر على الوباء، وفق "أسوشيتد برس".
ورفعت حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة البالغ عددها 349691 حالة خلال اليوم الماضي، إلى أكثر من 16.9 مليون حالة، لتأتي الهند بعد الولايات المتحدة فقط.
هذا وأعلنت وزارة الصحة عن 2767 حالة وفاة أخرى بسبب هذا الفيروس، خلال الـ24 ساعة الماضية، مما رفع عدد وفيات فيروس كورونا في الهند إلى 192311.
من جانبهم، أشار الخبراء إلى أن عدد الضحايا قد يكون أكثر بكثير من العدد المذكور، حيث لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها، والعديد من الوفيات الناجمة عن العدوى تُعزى إلى الظروف الأساسية، بحسب "أسوشيتد برس".
وأكدت الوكالة أن "الأزمة التي تتكشف في الهند، هي أكثر عمقا في المقابر ومحارق الجثث، وفي الصور المفجعة لمرضى يلهثون ويموتون في طريقهم إلى المستشفيات بسبب نقص الأكسجين، حيث تنفد مساحات المقابر في العاصمة الهندية نيودلهي، وتضيء المحارق الجنائزية المضيئة والمتوهجة سماء الليل في مدن أخرى تضررت بشدة".
كما زادت بعض محارق الجثث في وسط مدينة بوبال، من قدرتها الاستيعابية من العشرات إلى أكثر من 50 جثة، في حين لفت المسؤولون إلى أنه "لا تزال هناك ساعات انتظار طويلة"، وفقا للوكالة.
من جهتهم، أوضح العمال في محرقة بهادهادا فيشرام غات بالمدينة، لـ"أسوشيتد برس" أنهم "أحرقوا أكثر من 110 جثث يوم السبت، حتى مع أن الأرقام الحكومية في المدينة بأكملها التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة قدرت العدد الإجمالي للوفيات بنحو 10 فقط".
وقال مامتيش شارما، المسؤول في الموقع للوكالة: "الفيروس يبتلع سكان مدينتنا مثل الوحش"، فيما أجبر اندفاع الجثث غير المسبوق محرقة الجثث على تخطي الاحتفالات الفردية والطقوس الشاملة التي يعتقد الهندوس أنها تحرر الروح من دورة الولادة الجديدة، وفق "أسوشيتد برس".
وأضاف شارما للوكالة: "نحن نحرق الجثث فور وصولها..كأننا في وسط حرب".
من جهة أخرى، ذكرت "أسوشيتد برس" نقلا عن حفار القبور في أكبر مقبرة إسلامية في نيودلهي، حيث دفن 1000 شخص خلال الوباء، قوله "إن المزيد من الجثث تصل الآن مقارنة بالعام الماضي، وأضاف: "أخشى أن تنفد المساحة في القريب العاجل".
وتشهد الهند موجة ثانية قاسية من الوباء، حيث تسجل وفاة واحدة جراء كورونا كل 4 دقائق تقريبا في دلهي مع انهيار النظام الصحي في العاصمة الذي يعاني من نقص التمويل.
ونشرت الحكومة طائرات عسكرية وقطارات لتوصيل الأكسجين من أقاصي البلاد إلى دلهي. وأظهر التلفزيون شاحنة أكسجين تصل إلى مستشفى "باترا" في دلهي بعد أن أصدر استغاثة تقول إن لديه 90 دقيقة من الأكسجين المتبقي لمرضاه البالغ عددهم 260 مريضا.
وناشد رئيس وزراء دلهي أرفيند كيجريوال رئيس الوزراء ناريندرا مودي في مؤتمر يوم الجمعة "الرجاء مساعدتنا في الحصول على الأكسجين، ستكون هناك مأساة هنا".
الكارثة الصحية وصلت أيضا إلى أجزاء أخرى من البلاد، حيث أصدرت عدة مستشفيات إشعارات عامة تفيد بعدم وجود الأكسجين الطبي لديها. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن حالات جديدة لوفاة أشخاص في مدينتي جايبور وأمريتسار بسبب نقص الغاز.