نزوح جديد لمئات السوريين نحو مناطق شمال لبنان
تعبيرية
زاد الاردن الاخباري -
سجلت السبت حركة نزوح جديدة لمئات المواطنين السوريين معظمهم من النساء والاطفال بينهم مصابون، من بلدة تلكلخ الحدودية نحو منطقة وادي خالد في شمال لبنان هربا من اعمال العنف، فيما توفي احد الجرحى متأثرا بجروح اصيب بها نتيجة طلق ناري.
وافاد مصدر طبي وكالة فرانس برس ان علي باشا من مدينة تلكلخ الذي كان "نقل صباحا الى وادي خالد وهو في حال الخطر، توفي بعد الظهر متأثرا بجروح نتيجة رصاص اصابه في صدره".
ورفض المصدر اعطاء تفاصيل اخرى عن الشاب الذي لم يحدد عمره.
وكان الصليب الاحمر اللبناني نقل الشاب صباحا الى المستشفى الحكومي في القبيات (شمال).
واشار المصدر الطبي الى وجود جريح آخر وصل من سوريا اليوم الى المستشفى نفسه وهو في حال الخطر.
وكان مراسل وكالة فرانس برس شاهد قبل الظهر نقل ثلاثة جرحى على معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد من الاراضي السورية. كما افاد مسؤول محلي عن وصول جريحين آخرين في وقت مبكر صباحا عبر المعبر نفسه.
وبين الجرحى امرأة تدعى هالة (30 عاما) رفضت كشف اسم عائلتها مصابة في قدمها، وقد نقلت الى مستوصف وادي خالد اولا قبل نقلها في وقت لاحق الى المستشفى الحكومي. وقالت خالة هالة التي كانت برفقتها عندما اصيبت "اطلق الرصاص علينا بعد ان خرجنا في سيارة من مدينة تلكلخ، ما تسبب باصابة ابنة اختي في قدمها".
وافاد الرئيس السابق لبلدية بلدة المقيبلة (ضمن منطقة وادي خالد) محمود خزعل الذي يتولى استقبال النازحين السوريين وتأمين انتقالهم الى حيث يريدون، ان اكثر من "500 شخص عبروا منذ الساعة السابعة (4,00 ت غ) من هذا الصباح، معظمهم من النساء والاطفال"، مشيرا ايضا الى وجود معوقين بين النازحين ساعدهم الجيش اللبناني على المرور.
وقال خزعل الذي يعرف غالبية سكان المنطقة ويعرف، بحسب قوله، "عددا كبيرا من سكان تلكلخ، بحكم الجيرة والصداقة والقربة"، انه يعمل مع آخرين على "تامين وسائل النقل للنازحين توصلهم الى الجهة المقصودة في منازل اقرباء لهم في وادي خالد ومشتى حمود والمقيبلة، او حتى الى طرابلس"، اكبر مدن شمال لبنان.
واوضح ان الموجودين في الجانب اللبناني يسمعون اصوات اطلاق نار كثيف ومتقطع في الجانب السوري، لكنهم لا يعرفون المصدر، وان "القادمين يقولون ان القوى الامنية هي التي تطلق النار وتطوق تلكلخ"، المدينة ذات الغالبية السنية التي بدأت الاضطرابات فيها منذ حوالى اسبوعين.
وتراجعت حركة النزوح بعد الظهر، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس.
وكان حوالى ثلاثين شخصا اجتازوا بعيد الحادية عشرة والنصف (8,30 ت غ) معبر البقيعة، وبدأوا فور وصولهم الى الاراضي اللبنانية، يهتفون "الشعب يريد اسقاط النظام". فيما بدا الخوف والهلع على وجوه كثيرين.
وقال عبد الكريم الدندشي لوكالة فرانس برس، وسط بكاء وصراخ نساء وصلن معه الى الجانب اللبناني، ان "النظام الطائفي يقتل اهله داخل سوريا، ورامي مخلوف (رجل الاعمال وقريب الرئيس السوري بشار الاسد) يدفع اموالا للشبيحة لكي يقتلوا اهلنا".
ونفى الدندشي ما ذكر عن اعلان "امارة اسلامية" في مدينة تلكلخ السورية، وقال "ليس هناك اسلاميون، نحن علمانيون. التكفيري هو بشار الاسد وحزب الله الذي يدعمه".
وكانت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة لحزب الله اوردت الجمعة معلومات خاصة مفادها انه تم اعلان "امارة اسلامية" في تلكلخ "تعمل السلطات السورية على تفكيكها"، وان اسلاميين يحاولون اعلان "امارة اسلامية" في حمص.
وينتشر الجيش اللبناني بكثافة في محيط معبر البقيعة وفي منطقة وادي خالد.
وسجلت خلال اليومين الماضيين حركة نزوح كثيفة من مدينتي حمص وتلكلخ ومنطقة باب السباع في سوريا الى منطقة وادي خالد المحاذية للحدود، عبر المعبر نفسه. كما سجلت موجة اولى من النزوح في الاسبوع الاخير من نيسان/ابريل.
ومعبر البقيعة ترابي غير رسمي يتم اجتيازه سيرا. ويوجد على بعد حوالى كيلومتر منه معبر جسر قمار الرسمي الصالح لعبور السيارات والمقفل من الجانب السوري.
وتستمر التحركات الاحتجاجية في عدد من المناطق السورية منذ 15 آذار/مارس وسط صعوبة بالغة في تغطيتها من جانب وسائل الاعلام، وتتخللها عمليات قمع وعنف سقط نتيجتها حتى الآن مئات القتلى، بحسب منظمات لحقوق الانسان.
وكالات