الكاتب الصحفي زياد البطاينه - تسائلت مثل غيري من القراء والمهتمين بامور الكتابه والصجافه
ماذا بيد القلم أن يفعل؟؟...
...سؤال كبير يجتاج لكثير من الصفحات ... للاجابه .. فلاشيء يغري بشيء واعرف انه حده الصمت يقول ما لا تقوله الكلما ت .....وحدةوحدتنا تعطي معنى لكل شيء حين يكون كل شيء اصبح بلون الدم ...حين يصبح العالم من حولنا زنزانة ضيقه وقارئي سجان وجدران صماء تكتم التوق وتغتال كل جمال للحرف ...ولا يبقى لنا إلا نحر الكلمه من رقبتها كالجمل الذي يذبح كل يوم .......انه الصمت... وأنا للامانه من فتره لم أختر الصمت...... صدقوني هم الذين اختاروه لي لا..انا.... من تربصوا بكلماتي واغتالوا الكثير منها ومن المطبلين المزمرين المنظرين والمنبريون وباعة المديح المزيف ال1سن امتهموا تلك المهن و أختاروا لي ولقلمي هذا المصير..هم القابعون فوق صدورنا الذين اخذوا مطرحنا ...هم من اختاروا لون الشفق ،وحدود الحلم وفرضوهما .... وأناياحزني،بقيت ريشة في مهب ريح ...... سفاح لا ينام يظل يفكر ويختار كلمات لكن تظل خرساء مثل قلمي الذي يحن اليها كلنا في الهم سواء انا وقلمي ...و لنا في الوجع داء...و في الكتابة دواء
واعرفانا ان الكتابة قوس قزحي يأخذ مداده من حبر السماء و ينثر أوراقه على بساط الكون لوحات متعددة المواضيع متعددة الآمال متنوعة الآلام والمحن....
وتسالوني لمن ولماذا اكتب ؟؟
.اكتب او نكتب سيان ....لأن فعل الكتابة هو تحرير من فعل العبودية ....لمن لا يستحقها ...فهناك الحق و هناك الباطل...ككفتي الميزان وان كانت كفه الحق دائما الارجح كما يقولون و بينهما يتربع فعل الكتابة... للامانه دعوني أعترف لكم أنني محبط إلى درجة أن لا شيء يشدني إلى هذا العالم.وآخره ....لاني لااحسن الا الكتابه والااتنفس الا برئتيها ولكن الكتابة في هذا الزمن الردئ اصبحت غير مجدية.... وبت كلما هممت ان اكتب اسال نفسي لماذا اكتب.... ولمن اكتب؟.... فينتابني شعور:بأنني أكتب ضد الوجع الذي في نفسي
فأكتب لأتنفس وقد ضاقت بي رئتاي ....أكتب من أجل فجر آخر مختلف ،لا يصادره السماسرة ولا الجلادون.... نعم إنها عملية فكرية معقدة طويلة الأمد تحتاج ....إلى كل قلم نير وإلى جهد ضخم من كل التنويريين بمختلف اتجاهاتهم الفكرية ومعتقدهم الديني والآن أشهد أن لا جدوى أن نتدواي من الوجع بالكتابة ...فالوجع امسى أكبر من كل اللغات.. وما جدوى الكتابة في زمن خراب وجوع ومرض لايعرف اسمه وبطالة وقهر وعطش وفساد وبطاله
وما جدوى الكتابة.... عندما تتحول إلى ترف... حين لا تقول الكلمات ما يجب أن يُقال ...فيصبح الكلام فعلا فاضحا و تصبح الكلمة سراب والكاتب بقايا من وجع....واتمتم آه. من حزني من عذابات الروح تنخر الروح.. وتتسلل بين أضلعي ولا املك الا... الاه ...الاه ....التي تطوقني حد الإختناق لشوارع ملبدة بالفراغ مليئة باطفال الشوارع الذين يبحثون في حاويات القمامه ويبيعون العلكة والبالون ويمسحون زجاج السيارات ويمدون ايديهم حتى لو اغلق البعض عليها وادماها ... زجاج سياراتهم ... .لاناس يعتقدون ويتوهمون باننا سذج وقد غدت في هذا الزمن الطيبه سذاجه ... والصدق دجل والامانه خيانه
وتغمرني مساءاتنا الحزينة بالضجر والخواء ويفزعني صليل السلاسل واستغاثات الحناجر في ليالي الدهاليز الطويلة...ويدمرني العجز الجماعي..التواطؤ الجماعي
.ولكن؟؟؟ هل علينا أن نستسلم ونكسر أقلامنا ونغلق أفواهنا ونحن اصحاب القلم الموكله الينا هذه الامانه والقادرين على تصوير الواقع والحال ...بحجة أن لا أحد يقرأ ولايعير للكتابه بالا ..... وهل فعلا كتاباتنا لن تغير من هذا الواقع شيئا؟ هذا ما يقتلني.... صمتي واشعر ان الكلمات تتحول في صدري جمرا وصديد ،إن لم اقلها،إن لم أحررها من اساور الخوف..... وعندما آمسك قلمي لأكتب ينفجر في وجهي سؤالكم ؟؟ لمن تكتب؟؟
سؤال وجيه:
لمن نكتب ولماذا أكتب ؟ : بإجابة مختصرة......
على موضوع بحجم هذا الكون الفسيح...بحجم هذا الغموض الذي يتربع في زوايا حياتنا...بحجم المحبة التي أكنها لكم ....... يا عشاق الكلمة الصادقة و الفعل الجاد والعمل الصالح
أكتب لأن فعل الكتابة هو تحرير من فعل العبودية لمن لا يستحقها ولمن يستحقها...فهناك الحق و هناك الباطلكما اسلفت ...و بينهما يتربع فعل الكتابة.. .فانظر حولي واسال لمن تكتب حتى تعلم في أي اتجاه تكتب؟ و إذا وجدت منطقة بين الحق و الباطل فهي منطقة الإنسان الذي يتحلى بالاختيار بينهما العتمة التي تحاج لمن يضيئها حتى تبدو جلية واضحة مشرقة و تنفض عنها الظلام و تتحلى بنور الضياء في النهار و بالسراج المنير في الليل...لكن هذا من باب المنطق و العقل...أما من نافذة الوجدان...فالألم يمزق وجودنا و لا حول و لا قوة إلا بالله العظيم
فكم طال هذا الليل بثقل أحزانه حتى لم تعد أكتافي تطيقني. فأمسيت أضع أكفاني فوق أحزاني و أبتسم للمتربص بي في كل وقت
و تبدولي الكتابة في كثير من الأحيان تجديفا ضد العاصفة .و مذاقها المر في فمي أقوى من كل الحبر المراق على أوراقي المكدسة...... وأعترف أنني محبط إلى درجة أن لا شيء يشدني إلى هذا العالم..وآخره الكتابة في هذا الزمن الردئ.......
واسال نفسي لماذا نكتب؟؟ولمن نكتب ؟؟؟ .. وكل مانكتبه لن يغير شيئا من الواقع المرير الذي نعيشه ،فهو كالنحت في صخر الصوان لا يطولهم منه سوى شراره الحارق فلا يغير حالا حقيقة ....لا أظن أن أحدا منا نحن الكتاب يدعي بأنه يملك عصا سحرية ليغير الكون او لثني الحكومةاو المسؤولين اين جلوا عن قرارما . ولا أظن أن عاقلا يدعي بأن كتاباته ستغير الواقع المأساوي الذي بتنا فيه بين يوم وليلة،.. ولكن ما أستطيع قوله بدون تردد بأن التنوير الفكري معركة طويلة الأمد تبدأ بالكلمة، والكلمة النيرة كالشمعة وحين تتكائر الشموع المضيئة يعم النور في هذا النفق المظلم.فنرى ماحولنا
وحين... يطاردني الليل حين أنام.. فيسرق أوقات ذكري و يتركني في غفلة أستحي فيها من ربي عند يقظتي... فتجد أحلامي و أحلام غيري تعتصر دواخلي لأني عاجز عن تحقيقها بكلمات...عن ترجمتها لأفعال ...هي آمالي و آمال غيري...فتجد قلقي و قد ضرب رقما قياسيا في ميزان الضغط العلوي و السفلي...و ما بينهما...فتتساقط الأسئلة تلو الأسئلة كأنها وابل على روحي...فأستغيث بربي ليكشف عني و عن غيري سوء الفهم و عسر الهضم لما نحن فيه و إلى أين يسير مركبنا وسط العواصف التي تتقاذفنا كأوراق الخريف في فضاء من القيم التي غابت مصداقيتها و استبدلت ثوبها بثوب غيرها..
.و أظل بينهما أقلب كفي على وقتي الضائع مني و من غيري دون أن يدري..
اعترف انه مر وقت كثير لم أقدم فيه كلمة تصل الى هدفها و أبني بها أملالطفل و شيخ و امراة او خريجا او عاملا أو أضع بها لبنة أو أفرج بها كربة...أو... حتى أضيف لرصيدي...إن كان العمل خالصا له جل و علا...و لم تكن أناتي المتطاولة على إخلاصي قد شاركت من لا شريك له في الحق...لأنه الحق الذي به أستعين على معرفة الحق من الباطل. ..فالوجع صاحبنا من يوم ولدنا فكانت الابتسامة المرتسمه على ثغري في شكل دموع تحمل فرحة الوجود و بكاء.... تحمل سر هذا الوجود
ولاادري هل وصل الجواب لسائلي واشفيت غليله ... ام سيظل يسال لمن اكتب ؟؟؟
pressziad@yahoo.com