لم تكن ليلة 4 – 5 / 2 / 2010 ليلة كغيرها فمن كان يتابع برنامج تعليلة على قناة الحقيقة الدولية والتي فعلا اعطت الحقيقة وما يمر به ابناء هذا الوطن من الفقراء والمحتاجين من عسر للحياة وصعوبتها فتلك المرأة التي ابكت المشاهدين وادمت قلوب من سمعها ولم تستطع ان تجد قوت يومها الا على كسرة خبز وعلبة لبن اذا استطاعت ان تشتريها وابنها الذي يتلوى من المرض امامها وهي تقف مكتوفة الايدي ولولا رحمة الله بها بان يكون في رصيدها بعض المبالغ القليلة او من تبرع لها بتلفونه لما استطاعت تلك المرأة ان تجد استغاثة لها وبالمقابل تأتي شركات الخلويات التي لاترحم احدا وتتحجج باجراء اقبح ما به خصم دينار دون اذن سابق وقد يكون هذا الدينار هو كل رصيد تلك المرأة او حامل الهاتف وكان من المفروض ان تقوم شركات الخلويات هي بدفعه وليس نحن لان الدعم يجب ان يأتي ممن يكسب الملايين وليس من دافعها والشيء المريب في ذلك هو ان حضرة شركات الخلويات تعلمك بالخصم بعد الخصم فهل يوجد اعتداء على حق المواطن اكثر من هذا الاعتداء ؟ سؤال اطرحه اليكم يامن تدعون ان وجودكم لخدمة المواطن : ايهما اولى بهذا الدينار هل تلك المرأة خضرة ام غيرها ؟ هل تعرفون ان الدينار قد يكفيها لقمة خبز لاكثر من يوم لكي تستطيع ان تستمر في الحياة لايام اخر ولم يتوقف الموضوع عند هذا الحد حتى جاءت البشرى بعد يوم او يومين بزيادة الضريبة ورفع كلفة المكالمة من 4% الى 8% وكأن حالهم يقول لانكم اعترضتم على الدينار فخذوا على رأسكم ضربة اخرى .
اذاعة الحقيقة بجهدها الذي قامت به وبدون قصد جاءتها تلك المكالمة والتي تبعثرت امامها كل الكلمات وتوترت وتوقفت اعضاء الجسد بالكامل الا دموع العين التي انهارت وهي تسمع كلماتها وانينها ورجفة صوتها وجسدها وعرفنا بعد ذلك ان وزنها لايتجاوز الاربعين كيلو غراما فكانت تلك المكالمة بحق هي اثبات من كافة الاردنيين الذين وقفوا الى جانبها باننا شعب واحد نتعلم الحب والخير من قيادتنا الهاشمية وقائدنا المحبوب جلالة الملك عبد الله الثاني وهي اثبات انكم حتى لو سحبتم كل الرصيد لملأ كروشكم وجيوبكم فاننا لن نتجرد من انسايتنا فحب الخير مزروع بنا ونقوم به بالفطرة لاننا ديننا الحنيف علمنا ذلك واعطتنا القيادة الهاشمية دروسا في الكرم والطيب .
اكتب هذه الكلمات وانا متأكد ان ادارات الخلويات واصحاب النفوس المريضة لايعرفون على ماذا اكتب لانهم لايعرفون الحجة خضرة او غيرها علما ان امثالها كثر ( وبريستيجهم لايسمح لهم بمعرفتها ) حتى لايتأثر سيجارهم او بدلتهم الفاخرة او الربطة التي تتدلى من اعناقهم بدلا من ان تكون الامانة وحب الخير معلق بها.
بعد تلك الحادثة الاليمة هل بقي لكم حجة بانكم تدعمون الخير وتخفيف العبأ برفع الاسعار باخذ ماليس لكم به حق .
لاأعرف لماذا تسكت الجهات الرسمية على سحب ارصدة الشعب والاستيلاء عليها من قبل شركات الخلويات التي لاتعرف الرحمة ولاتعرف الحجة خضرة والشيء الوحيد الذي تعرفة تقشيط الناس اموالها ورفع الاسعار والعروض التي لها اول وليس لها اخر ليس بقصد التوفير كما يدعون وانما للتفنن في سحب حتى اخر دينار من جيوبنا وقد اغراهم ماقيل بان عدد المشتركين وصل الى ما يزيد عن عدد سكان الاردن .
اقولها فامثال الحجة خضرة هم اولى بالدعم لان سحب الدينار او رفع السعر سيكون كالصاعقة عليها فانتم قتلتموها وساهمتم بتجويعها فماذا تفعل تلك المرأة الفقيرة بالجامعات فهي لم تجد لقمة خبز لليلتها في هذا البرد القارص المثلج فبالله عليكم باي الفنادق والدول سهرتم في هذه الليلة وكم من فتات الخبز وبقايا الاطعمة تركتم والحجة خضرة تتحسر على لقمة خبز وتقول بملأ فمها ( اريد خبزة فانا لا اجدها ) .
اتمنى من كافة المواطنين طبعا الفقراء وليس الاغنياء ان يقاطعوا شركة الخلويات حتى بعرفوا ان الله حق واننا شعبا لا نقبل الضحك علينا واطالب باعادة الرصيد الذي تم سحبه بظلم ودون وجه حق ولكل السنوات واعادة الاسعار الى طبيعتها او حتى تخفيضها اقل من ذلك ولتذهب الاستثمارات التي من جيوب الشعب الى الجحيم فنحن بغنى عن الخلويات علما ان كافة خدماتكم على اسوأ حال فرضا العملاء لاتهتمون به واتحداكم ان تقوموا باستفتاء على مدى رضا المشتركين في خدمات مابعد البيع .
اناشد المسؤولين مرة ثانية باعادة كل ما سحب علما ان الضريبة تدفع مرة واحدة ولايجوز ان تدفع الضرية نفسها اكثر من مرة ولنفس الشخص .
وفي الختام فان خضرة وامثالها ستقف امام الله ليحاسبكم بها يامن ظلمتم الناس باعمالكم وتصرفاتكم التي لاترضي احدا واعلموا ان هذه الاموال لن تذهب معكم الى القبر وكل ما ستحملون معكم السمعة الطيبة وقطعة بيضاء من القماش وبعض القطن .
المهندس رابح بكر
كاتب في امور التامين