مكالمة هاتفية ابكت الاعلامية الاردنية علا فارس
زاد الاردن الاخباري -
كتبت الاعلامية الاردنية في قناة MBC علا فارس على مدونتها الاحد عن احد المواقف التي ابكتها بعد مكالمة هاتفية من مصرالتالي:
هرعت إلى حاسوبي مسرعة لأكتب لكم ..لأعود من جديد إلى مدونتي التي هجرتها لأسباب كثيرة ..جئتكم لأكتب عن موقف حصل معي قبل دقائق معدودة..
واليكم ما حصل ...
كنت منهكة من التعب أحاول اخذ قسط من الراحة وإذا بي اسمع رنين هاتفي.. أجبت فقد كان الاتصال من مسئولي مدير أخبار ام بي سي الأستاذ احمد القرشي الذي تواجد في مصر وتحديدا في مكتبنا في الإسكندرية...بعد السلام قال لي هناك شخص يريد أن يتحدث إليك وبكل رحابة صدر تقبلت الفكرة إذ كان مدير مكتب الإسكندرية,,بنبرات الفرح قال لي إنني أشكرك وأشكرك وأشكرك ,,استغربت ولم افهم وسألته تشكرني على ماذا ؟ أجابني :هل تذكرين سمر ؟؟.
فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة عرضت لها تقريرا في برنامجك قبل أسبوع ..سرعان ما تذكرت فسمر فتاة مصرية تبلغ من العمر 26 عاما وقعت من على شرفة منزلها في الطابق الثامن ..أصيبت بشلل رباعي وأجرت عددا من العمليات حتى تمكنت من تحريك يدها بشكل بسيط ..سمر كان حلمها أن تكون إعلامية إعاقتها حالت دون تحقيق حلمها لكنها صممت على المضي رغم كل شيء فقامت بإعداد برنامج أسمته "خيوط من نور " عبر الانترنت ..القصة ليست هنا ..فسرعان ما عدت للزميل على الهاتف وقلت له نعم نعم أتذكرها جيدا ما بها ..؟؟ هل هي بخير ؟؟ .
أجابني : نعم هي بخير لم تعرفه منذ ثماني سنوات..هي الأسعد فأنت لا تعلمين كم تأثرت في اهتمامكم وعرضكم للتقرير ..لكن الخبر الأجمل انك أنت من أثرت بها بكلمة قلتيها بعفوية في تقديمك عندما قلتي أترككم مع "الزميلة سمر " ..هذه الكلمة جعلتها تتحسن بشكل كبير وبدأت تستجيب للعلاج الطبيعي ونحن في حالة ذهول ..فقد سجلت هذه الكلمة وتسمعها يوميا عشرات المرات دون أن تفارق الابتسامة وجهها ..استمر الزميل في حديثه وكيف إن كلمة غيرت في سمر الكثير ..
أما أنا فبدأت اشعر بقشعريرة وغمرت عيوني الدموع ..ياه فكم هو شعور رائع وياه كم إن الإنسان رقيق ,,نعم فلطالما أثرت في نفسيتي كلمة.. حنونة كانت أم قاسية ..جئتكم اليوم مدركةً للكلمة وبشعور رائع فاللسان نعمة وعلينا إن ندرك أهمية كل كلمة ننطق بها فقد نجرح وندمر أشخاصا بكلمة وقد نزرع دروبا من الأمل بكلمة ..وكما قال الراحل جبران خليل جبران "ما أغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين! وما أشبه تلك الكلمة الواحدة برنين جرس الكنيسة عند الغروب!.
إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت، ومن العمل إلى الصلاة." هي الكلمة ما أروعها وما أقساها وهو الإنسان ما ارقهُ وما أقساه..
كم احتاج لسيلٍ من الكلمات تجعلني أكثر قوة ..رغم إنني الأكثر قوة حين أسعدت الآخرين رغم ما يلفني من أحزان ..
فكم أهديتهم أجمل الكلمات حين كانوا الأقسى محتفظة بهدوئي في لحظة يأس !!
وكم قلت أروع الكلمات في صمت ابتسامتي رغم رغبتي بالبكاء !!