معتصم مفلح القضاة
كل من يعشق فلسطين وثراها من شرفاء الأرض يدرك أن السير على جمر فوق ثرى الأردن، أهون وأفضل من السير فوق شوارع ملبدة بالورود خارجه. هذا ما عبر عنه خالد مشعل عند مغادرة الأردن. تلك النظرة تحسب له وتحسب لحماس مهما كانت الأحوال.
اليوم حماس تمر بمخاض ليس بأقل من مخاضها عندما حوربت من قبل السلطة وتكالبت عليها الأمم، وتفردت قوى الصهيونية للفتك بها.
ولعل الأحداث الأخيرة في الوطن العربي أثبتت للجميع أن الخط الحمساوي في التعامل مع إسرائيل هو الخط الأمثل، بل هو الخط الوحيد الذي تفهمه تلك الدولة المتعجرفة، فلغة القوة وفرض الذات هي لغة الحوار المطلوب، ورحم الله من أراهم منا قوة.
هنا علينا أن نعود للوراء قليلاً لنعيد النظر في وجود الحركة على الأرض الأردنية، باتفاق يخدم القضية الفلسطينية أولاً، ثم يضمن مصالح كلا الطرفين.
الواجب على الحكومة الأردنية أن تعيد النظر عملياً وليس من خلال طروحات متفرقة أقرب ما تكون شخصية، في علاقتها بحركة حماس، كممثل لا يمكن تجنبه أو تجاهله للشعب الفلسطيني الذي اختارها في أول انتخابات حرة ونزيهة.
أما أن نبقى نردد بأن المنظمة هي الممثل الوحيد فذلك ضرب من استغباء إرادة الشعوب، والتي ستفرض رأيها عاجلاً أن آجلاً.
حماس لها حق علينا، ولنا حق عليها، ولا يعقل منها أن تتجاهل دور الأردن فيما تخطو لمصلحة الشعب الفلسطيني، ومن حقها علينا ألا نتجاهل دورها فيما يحاك للأردن من خطط لتصفية القضية خارج حدود فلسطين، لذا فيبقى منها الحنين ويبقى منا الأنين عسى الله أن يجمع شمل الأمة على خير