أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
انتصار قانوني لترمب بقضية الاحتيال المالي البندورة بـ35 قرش في السوق المركزي تخفيضات على أكثر من 390 سلعة بالاستهلاكية المدنية الاحتلال يقتحم مدينة طولكرم وضواحيها الأردن .. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟ هل تستمر أسعار الذهب عالميا بالارتفاع؟ أسعار العملات الرقمية اليوم السبت الأردن .. ارتفاع جنوني في أسعار الذهب السبت بدء إعادة إنشاء طريق محي-الأبيض بالكرك الأردن .. تحديد مواقع تساقط الأمطار خلال موجة البرد الأردن .. إقامة صلاة الاستسقاء بجميع المناطق اليوم السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية لليوم الثاني على التوالي .. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول
جَوْعَى

جَوْعَى

07-05-2021 06:03 AM

جَوْعَى ابتاعوا خُضارهم من جَوْعَى ، ليبتاعها منهم جَوْعَى ، ويطعموا حجارةً على البطون جَوْعَى ، فيأتي جَوْعَى ويصادروا خُضار الجَوْعَى ، فتُتلَفُ في صناديق للرزق جَوْعَى ، وذلك على مرأى من عجوزٍ جيوبه جَوْعَى ، كان ينوي شراء بعضاً من الخضروات الذابلة الجَوْعَى ، من بائع على الإسفلت زوجته في البيت جَوْعَى ، لخمسة أفمامٍ منذ سبع عجافٍ جَوْعَى ، وهم ينامون كلّ ليلةٍ جَوْعَى ، يُدلي العجوز الدِلاء في جُبّ الجيب فترجع الدِلاء جَوْعَى.

مشاهد "البسّطات" على قارعة الطريق فعلاً هي مشهد فوضويّ بكافّة تفاصيله ، خاصةً وإن كنت تبصرها من خلف شبّاك سيارة من نوع "تيسلا" ، أو من مرآة الوسط وأنت تجلس في المقعد الخلفي "للاند كروز" المختوم على مؤخّرتها (النُمرَة) باللون الأحمر ، وما يزيد بشاعة هذا المشهد هو ضجيج الباعة الصائمين الذي كلّما تذكّروا "أطفالهم الجَوْعَى" اعتلى أزيز أصواتهم محاولين بيع ما لديهم من "بسّطات" جَوْعَى ، هذا الضجيج الذي قد يتسلّل من الشبّاك الجانبي لسيارة ال "تيسلا" ، ويعرقل سير مكالمة هاتفية كان يتمّ من خلالها التباحث مع الأبناء حول "البراند" الذي سيتمّ شراء "كسوة العيد" منه ، أو أخر المستجدات حول الدولة الاوروبيّة التي سيتمّ قضاء عطلة العيد فيها .

الصناديق الخفيفة التي ما عاد يتحمّلها الرصيف الثقيل ، والعربات الحديديّة التي يجرّها كلّ كَهَل بائس وكلّ شاب يائس ، و مظلّات القماش المرقّعة كثوبٍ عتيق ، وأكواخ القشّ التي هي أبواب رزقهم في الصيف وحطب مواقدهم في الشتاء ، وزوايا أصواتهم التي يطيّرونها كل صبحٍ إلى الله ، هذا الألبوم من الصور هو بالتأكيد مشهد مزعج لمرايا مركباتكم وشبابيكها المُعتمة ، وثقيل على ذاكرة هواتفكم التي لم تتعرّف يوماً على صوت أحد الباعة المطحونين ، هذه الصور اليوميّة الكبيرة هي حيّز ضخم من الكرامة لا تتسع له جدران مكاتبكم .

تلك "البسّطات" الممتدّة على طول رصيف الوطن ، تتستّر على شوارع كلّ واحد فيها شاهد على قضية فساد ، أو على عطاءٍ مشبوهٍ لأحد الوثّابين والمتنفّعين ، هذا الإسفلت الذي تُزاحِمُ الحكومة "قُصّاد الله" عليه ، في كلّ شتاءٍ يدلُق أمطار الله في شوارعه المتهالكة ، مُداهمةً فُتات بيوتٍ لباعةٍ تحت مزاريب المطر جَوْعَى ، ويبتلعُ أرواحاً للعدالة الإجتماعيّة جَوْعَى . ما أبشع أن تُقترَف الجرائم بإسم القانون و تحت عدسة النهار ، وما أقسى أن تُقذَف أرزاق الله في شاحنات وكأنها "نفايات" ، لا أجوَعَ وأبشع من أولئك المُتخَمين بالسلطة والسطوة ، أمّا أولئك الذين ابتلاهم الله بنقصٍ في الأموال فستبقى بيوتهم عامرة بالكرامة والكَرَم والعفّة .

المحامي
حمزة عيسى الفقهاء








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع