سورية لم تهدد بالحرب!! الذي قاله وزير الخارجية السوري، وهو مسجل، أن المدن الإسرائيلية غير بعيدة إذا قامت إسرائيل بهجوم عسكري على سورية. لكن هذا التصريح الذي لم يخرج عن المنطق الطبيعي، استجر تطرف الهستيريا الصهيونية لوزير الخارجية.. فهدد بالحرب، وبتغيير النظام في دمشق!!.
وتهديد الوزير السوري بالرد على أي اعتداء، له معناه.. فالمدن الإسرائيلية بقيت خلال حربي 1967 و1973 بعيدة عن قصف القوات السورية والمصرية والأردنية فيما عدا مصفاة حيفا، ومطار شراعي في ناتانيا، مع أن الإسرائيليين قصفوا في لبنان معامل الكهرباء والماء، والجسور والضاحية الجنوبية، وقصفوا عام 1973، مدناً كحمص واللاذقية وضواحي دمشق!! كما قصفوا بحر البقر، ومدن القناة في مصر. وقصفوا مدن ومخيمات غزة عام 2008، في عملية الرصاص المسكوب.
مرة واحدة وصلت الحرب إلى مدن إسرائيل حين وصلت صواريخ صدام حسين إليها.. 39 صاروخاً، لم تدمر بشرياً، لكنها أعادت الغطرسة الإسرائيلية إلى حجمها وأثبتت أن الأوامر الأميركية هي التي تسمح أو لا تسمح لآلة الحرب الإسرائيلية. فلم يشأ الأميركيون أن تجد أميركا نفسها حليفة لإسرائيل في الحرب على العراق، الأمر الذي سيحرج واشنطن مع العالم ومع أصدقائها في المنطقة!!.
المهم أن وزير خارجية إسرائيل، وهو بلطجي دون شجاعة كما هو معروف داخل إسرائيل، ليس قادراً على الحرب، في الوقت الذي ترسل فيه واشنطن سفيراً لدمشق بعد أربع سنوات من القطيعة. وفي الوقت الذي تتردّد التهديدات في الخليج العربي. ثم أنه غير قادر على تغيير النظام السياسي في دمشق. ولعله يعرف أن مثل هذا التهديد سيعطي نظام الرئيس الأسد المزيد من القوة والثبات، وسيجمع حوله المزيد من التأييد العربي، باعتباره قوة حقيقية للتصدي لقوى العدوان الإسرائيلي!!.
دمشق تعرف كيف تناور سياسياً، وتحسبها عسكرياً واستراتيجياً. ولعل بلطجياً مثل وزير الخارجية الإسرائيلي الذي اكتشف «وطناً» جاهزاً ليركبه بعد وصوله من روسيا.. وقيامه هو وأمثاله بممارسة خيانة وطنه الذي ولد وعاش فيه، ثم استغل المؤامرة الدولية ليهدم في أساسه.. ويهاجر بعد أن قام بالدور.. لعل بلطجياً مثله يحتاج إلى الكثير من المعرفة والتجارب ليكون ساعياً في وزارة.. أي وزارة خارجية!!. وتهديده هذا يفضح وضعه العقلي والأخلاقي في إسرائيل قبل أي مكان آخر في العالم!!.
سورية قوية وصامدة.. ونحن معها .. فلا شيء يحجب الرؤية القومية في معركة الحياة والمصير!.