زاد الاردن الاخباري -
كشف مصدر فلسطيني مطلع عن أن إسرائيل رفضت مقترحا أمميا لوقف إطلاق النار فورا، في المقابل قال قيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن حركته أبلغت وسطاء دوليين أن على الاحتلال وقف عدوانه أولا قبل الحديث عن أي تهدئة.
وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الأناضول، إن منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، قدم لإسرائيل ولحركة حماس مقترحا لوقف فوري لإطلاق النار لكن تل أبيب رفضته.
وعن موقف حركة حماس من المقترح، قال المصدر إن الحركة لم ترد على المقترح، نظرا إلى رفض إسرائيل له.
وأضاف المصدر أن وينسلاند طالب الطرفين بوقف إطلاق النار فورا، وإلا فإن الأمور ستذهب "نحو حرب شاملة".
وتسببت اعتداءات ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون منذ بداية شهر رمضان المبارك في مدينة القدس المحتلة، وبخاصة في منطقة "باب العمود" وحي "الشيخ جراح" والمسجد الأقصى ومحيطه، باندلاع جولة القتال الحالية التي بدأت مساء الاثنين الماضي.
والثلاثاء، تدهورت الأمور بصورة كبيرة، وغير مسبوقة، عقب لجوء إسرائيل إلى سياسة تدمير الأبراج السكنية بغزة، وردّت حماس بإطلاق عشرات الصواريخ نحو وسط إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعّد حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة بدفع "ثمن فادح"، على خلفية قصف صاروخي غير مسبوق أصاب مدينة تل أبيب ومناطق أخرى في محيطها وعلى الحدود مع غزة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، قال نتنياهو "نحن في خضم معركة، بالأمس واليوم هاجم الجيش الإسرائيلي مئات من أهداف حماس والجهاد".
وأضاف "قضينا على عشرات من القادة بمن فيهم كبار القادة، وهدمنا المباني والأبراج التي كان يستخدمها الإرهابيون، وسنواصل الهجوم بكل قوتنا".
من جانبه، قال وزير الدفاع خلال المؤتمر الصحفي إن هناك كثيرا من الأهداف في قطاع غزة، "هذه مجرد بداية"، مشيرا إلى أنه يعرف "الساحة الغزاوية"، وأن فصائل المقاومة فيها "تضررت بقوة وستواصل التضرر بسبب قرارهم إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل".
بدوره، قال رئيس الأركان أفيف كوخافي إن الجيش الإسرائيلي قصف أكثر من 500 هدف في غزة، "تضمنت مواقع تصنيع أسلحة"، مضيفا "ضربنا وقتلنا عشرات من الناشطين، بينهم قادة، ودمّرنا مباني وبنى تحتية. على الجانب الآخر في غزة الواقع صعب".
وهدد كوخافي بتوسيع المعركة في قطاع غزة حال اقتضت الضرورة، وبجعل حركتي "حماس" والجهاد" تدفعان "ثمنا غير مسبوق".
** شروط حماس
في المقابل، كشف عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس الثلاثاء، عن أن "أطرافا عدة" تبذل جهودا للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأن حركته أبلغتهم بضرورة وقف العدوان الإسرائيلي أولا.
وقال الرشق -في بيان- إن "أطرافا عدة (لم يسمها) تقوم بجهود وساطة في موضوع التهدئة، وقلنا لهم أن يتوجهوا للعدو (إسرائيل) لوقف عدوانه أولا.. وبعدئذ تقول المقاومة كلمتها".
وأضاف أن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الاحتلال لوقف حربه وعدوانه على قطاع غزة فورا دون شرط، "ومن حقّنا الطبيعي والمشروع الدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وتابع الرشق "قرارنا في حركة حماس ثابت وحاسم في ردّ العدوان الصهيوني، ومقابلة إرهاب الاحتلال في القدس والأقصى وحي الشيخ جراح، وإرهابه وقصفه الهمجي الذي يستهدف المدنيين في قطاع غزّة، بمزيد من الفعل المقاوم المشروع للدفاع عن أرضنا وقدسنا وأقصانا وشعبنا الفلسطيني".
وأردف "كنا قد حذّرنا قادة الاحتلال من الاستمرار في إجرامهم وعدوانهم، لكنهم لم يفهموا الدرس، وأرادوا اختبار صبر المقاومة وقوّتها، حتى جاءهم الرّد المزلزل من حيث لم يحتسبوا، وفي قلب كيانهم المزعوم".
وتوعد بأن "ما تلقاه العدو من ضربات متتالية من المقاومة في قطاع غزّة سيتواصل، ما لم يتوقف العدو عن قصف المدنيين في غزّة، ويكفّ عن مخططاته الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، ورسالتنا الدائمة له: (وإنْ عُدتم عُدنا)".
وخلّف القصف الصاروخي حتى الآن 5 قتلى، منهم اثنان في عسقلان (جنوب) وآخر في مدينة "ريشون لتسيون" (وسط)، فضلا عن 26 جريحا بينهم إصابات وصفت بالحرجة، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وفي المقابل، فقد استشهد 35 فلسطينيا بينهم 12 طفلا و3 نساء جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة، وبلغ عدد الإصابات في كل فلسطين منذ بدء أحداث القدس نحو 850، وفق وزارة الصحة وجمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينيتين