ها هو المنخفض يبدأ بالانحسار .. نعم ينحسر.. هكذا بكل وقاحة ينحسر ..يصفعني بحسرة و ينحسر..،، يتركني أخنق حلماً صغيراً و ينحسر ..،، ما أبرد وجه المنخفض الذي انحسر ..،،
حدثتكم في السنة الماضية و ذات ثلجة عن بغداد ابنتي و أمنيتها اللعب بالثلج ..وقلتُ لكم وأنا أسكن الغور أنها أوصتني أن أجلب لها ( كيس تلج ) ..،، يومها تحسّر معي كل من قرأ المقال على بغداد الابنة وعلى حلمها البسيط ..،، و اليوم ..نعم اليوم ..بغداد تتهمني بالكذب ( وين التلج يا كزاب ..؟ ) ..،،
أسبوع وأنا أجدّد حلم بغداد باللعب بالثلج و رؤيته وهو يتساقط ..أسبوع وأنا أشرح لها كلام ( المتنبئ الجوي ) و أنتقل بها من ( متنبئ إلى متنبئ ) ..لأؤكد لها أن حلمها بالتلج صار حقيقة ..عرطتُ عليها بما يكفي : أنا يا بابا رحلت على عمان أصلاً عشانك و عشان تلعبي بالتلج ..أنا يا بابا موصيلك على تلجات على كيف كيفك .. أنا أصلاً خلفتك عشان تلعبي بالتلج ..،، وكل ساعتين تذهب بغداد للبلكونة وتعود إليّ : وين التلج ..؟ وأنا أقول لها : لسا : كمان ثلاث أيام ..كمان يومين ..بكرة التلج ..اليوم التلج ..هسا التلج ..واحد : اثنين ..اثنين و نص ...ثلاثة ..يلا انزل ..،، بلا مزح ثقيل ..انزل ..ما أغلظك ..،، ولك انزل ..بغداد بانتظارك وأنا من جعلتها تنتظر ..،، ولك المتنبئ الجوي قال انك جاي ..يلا اطلع و قول : بخ ..،،
أعلم أن الثلج نزل في بعض المناطق ..ولكنه استثنى المنطقة التي أسكنها ..مع إني سألت جيداً عن طبيعة المنطقة الثلجية وأكد الجميع أنها ( تثلج بلا حدود ) ..،، طبعاً كثيرون سيقولون : ليش ما حملت بغدادك وعلى أي منطقة أثلجت ولاعبتها هناك ..؟ الجواب بسيط : اسبوع وأنا أرسم لها سيناريو الثلج هنا ..وطبيعة حركتنا ..،، ولو أخذتها لأي منطقة أخرى سأصبح مطالباً كل شوية للذهاب إليها ..وما بتعرفوا بغداد لمّا تنّح على طلب ..،،
شكراً لكل الذين ذكروني ببغداد و الثلج ..شكراً لكل الذين حسدوني على الثلج الذي لم يأتً ..وشكراً للمتنبئ الجوّي الذي دفّعني ( إللي فوقي و إللي تحتي ) كاحتياطات ضرورية وأنا أنتظر بالتلج ..،، أما أنت بغداد : سامحيني على عرطي عليك ..ومن اليوم وطالع لن أحدثك عن الثلج إلا بعد أن أراه قد غطّى الأرض و آخذ عينة منه وأفحصها عند أكبر مختبر ليتأكد لي أن هذا ثلج حقيقي وليس بياضاً من انسكاب العقل العربي عليه ...،،
abo_watan@yahoo.com