زاد الاردن الاخباري -
خاص - كتب انس القطاطشة - لم يكن اكثر المتفائلين بمصير الدكتور معروف البخيت السياسي توقع عودة سياسية للبخيت المحافظ حتى الجمود - كما وصف مؤخرا- الى الملعب السياسي او حتى يمر زائرا الى الدوار الرابع..
ضمن معطيات السرعة الحلزونية في اتخاذ القرار السياسي وعقدة انتخابات 2007 وكازينو البحر الميت والمياه الآسنه وعقد كثيرة رافقت تاريخ الرجل السياسي ، الا ان البخيت دخل مبنى رئاسة الوزراء من باب العودة الميمونه كرئيس للوزراء للمره الثانية،تلك العودة التي كسر بها الملك عبد الله الثاني ابن الحسين قاعدته "عدم تجربة المُجرب"، ليكون الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء الاول الذي يتم تكليفه مرتين في عهد المملكة الهاشمية الرابعة.
البخيت لم يكن ذو حظ وفير هذه المره كمان كان في الاولى ، فالأرث الذي جناه الرجل من سابقه سمير الرفاعي كان ثقيلاً الى حد ما ،فما كان يصلح لعام 2007م لم يعد يطاق في العام 2011م ومفردات 2007م تحتاج الى اعادة تأهيل وصياغة وتجميل حتى يتقبلها الشارع الاردني في 2011م، وكما لكل زمان دولة ورجال..ايضا لكل زمان شارع واحتقان ومطالبات وحاجات لا يمكن تجاهلها، فنحن في زمان هبوب رياح التغير وأن تم تجاهل صوت انينها يحدث المصير المحتوم (..).
ولأن الرجال تقاس يماضيها وحاضرها كان لا بد من قنبلة الكازينو ان تنفجر في وجه الحكومة الفتيه ذات الفريق الوزاري "العجوز" ..، حتى تحويل ملف الكازينو الى مكافحة الفساد لم يطبع صك الغفران لتوقيع البخيت على اقامته في حكومته الاولى وبدل ان يصبح التحقيق في الملف نقطة لكسب ثقة شعبية ضائعة بات حالة من حالات السخط الشعبي بسبب ما شاب تحويل القضية من سجال ودستورية الاجراءات بين هيئة مكافحة الفساد ومجلس النواب السادس عشر الضعيف برئيسه واداءه.
وبعيدا عن ملف الكازينو وقريبا من "فساد موارد" سقطت الحكومة سقطه واهية الانحدار السياسي والشعبي عندما دوى انفجار "فضيحة سفر خالد شاهين" من سجن سلحوب الضيق الى ضباب لندن الرحب في ارجاء عمان وضواحيها ومحافظات الاردن البعيده نسبيا عن الحراك السياسي ولكنها هذه المره كانت الاقرب ، فبات جدول ازمات حكومة البخيت لا يتسع الى ازمة جديدة رغم بروز قضايا تحتاج الى جدول منفصل لادراجها على لائحة الاكثر اهمية في الازمات المتعاقبة.
ويكاد يكون خالد شاهين هو "مسمار جحا" الذي دقته حكومة سمير الرفاعي في حائط مبنى الدوار الرابع وعلى البخيت نزعه اذا اراد ان يتخلص من مخلفات الحكومة السابقة..
شباب التجمعات العشائرية هي من فجرت موجة الغضب الشعبي وهي من طاردت الحكومة الواهنة المُقالة - حكومة سمير الرفاعي- وهي الآن ذات الشباب من يرفض بقاء سياسة الحكومة "البخيتيه" مع فارق المكان الذي تنطلق منه صيحات الاستهجان المطالبة برحيل حكومة غاب التواصل والتنسيق بينها وبين أجهزتها بشهادة وزير ملفها الاعلامي.
ما حدث في الطفيلة ضحاء الاثنين يندرج ضمن قائمة المؤشرات التي لطالما يحاول البخيت معروف الهروب من شبحهها ، وهي سقوط حكومته بأرادة شعبية كما حدث مع سلفه سمير الرفاعي الذي رغم خروجه من الدوار الرابع لا يزال "يطرد" حتى من دعوات العشاء والغداء ولم يكتفي الشباب بطرده من صناعة القرار السياسي الاردني و"الفيس بوك وتويتر"!!
حياة الدكتور معروف البخيت السياسية على المحك ولا بد له من تجميل خروجه من مربع الادارة السياسية في الاردن وعليه ايضا تجنب الخيار "الرفاعي" في الخروج من الدوار الرابع للمره الثانيه والتي قد تكون الاخيره..