( ثلث رواتبنا للهاشميين ؟!! )
هنالك كثافه من الجهل السياسي والشرعي ما زالت تهيمن على عقول البعض ممن يدعون الولاء للملك وحب الوطن حينما تاهت افكارهم في غياهب الجهل ولم يكلفوا انفسهم عناء البحث في فصول التاريخ القديم او الحديث لاثراء تفكيرهم الرجعي بحقيقة الولاء الشرعي والمنطقي للملك في ظل تاريخ عريض سطّر فيه الهاشميين بصمات واضحه في آليات تعاملهم مع الرعيه والمعارضين سواء .
في الحقيقه لم يعرف عن الحكم الهاشمي في كل فترات التاريخ القديم او الحديث انهم تعاملوا مع الشعوب ضمن عقليه منغلقه تقرر( الولاء والبراء السياسي ) في القرب او الابعاد حسب اعلانات تنشر او مسيرات تأييد او ( جعجعات ) تدّعي حبهم والطاعه لهم , وهذا يفسر لنا اصرار الملك الراحل ( رحمه الله ) على رفض ان يوضع له تمثال في حرم دار رئاسة الوزراء آنذاك حين وقف بذلك في وجه حفنه من اللذين يدَّعون حبه ويتعاملون مع الولاء للملك والانتماء للوطن ضمن ثقافة التماثيل والاعلانات والاغاني وحب الظهور .
ينبري سعادة النائب في ترسيخ مداميك الولاء الاعمى للقياده الهاشمية ويستغل شرف لقاؤه بالملك للادلاء برؤيته السياسيه للاوضاع ووضع الحلول المناسبه في معالجة الواقع المرير كونه نائب مخضرم ( كما تعرفون !! ) ترعرعت حواسه وكفاءته العمليه في بيوت السياسه ومطابخ القرار حين استطاع اختزال عمله وتجربته السياسيه في جمله واحده قائلاً للملك (نحن الاردنيون لازم ندفع ثلث رواتبنا من اجل ان يقبل الهاشميون ان يحكموا هذا الشعب) .
اتسائل .. هل يحتاج العرش الهاشمي لاعلانات الولاء والتأييد للاعتراف بشرعيته ؟؟ ام انه يوجد لدينا نقص في ثقافة الانتماء الوطني والمواطنه الحقيقيه ؟؟ وهل فضّل البعض اللجوء للولاء الاعمى ( والهوج ) السياسي كاسلوب متبقي او وحيد ينم عن عقلية الافلاس في ممارسة الحياة السياسية والاجتماعية والتعبير عن الموقف , فهل يعلم سعادته بقصة الطفل الجائع ( الحسين بن علي بن ابي طالب ) حينما التقط ( تمرة ) من تمور الصدقات ليأكلها فزجره رسول الله قائلاً : نحن قومٌ لا نقبل الصدقة , فلا أظن بان سعادته يملك توضيحاً عقلانياً عن رغبته بان يدفع الاردنيين ثلث رواتبهم لمن يحكمهم بعد افهامه ان القوم لا يقبلون الصدقه ولا تتناسب مع اخلاق آل بيت النبوه المحمديه .
يا نائب الوطن ( المفترض ) ... رب كلمةٍ قالت لصاحبها دعني , وما هكذا تورد الابل , وما هكذا تخاطب الملوك لترضى , ولن ترضى الملوك الرجال بحكم شعب يهيمن عليه الخوف والذل ( والخاوه ) لترسيخ العقد الاجتماعي الذي ابرمه الاردنيون الاجداد من الرجال الاوائل بينهم وبين نسل النبوة بعد نهاية الحكم التركي ان كنت تقرأ تاريخ الوطن الذي اوصلك نائباً عنه , ولتعلم سعادتك بان الوطن مأزوم بالفساد والمفسدين ونحن مأوزومون حقاً بمجالس النواب المتعاقبه التي تسيء للوطن ورعايا الدولة وتفوح منها رائحة التزوير والتنفيع والتغاضي عن مصالح الوطن , فلتعلم جيداً بان التهديد ( بنتف اللحى ) لن يفيد , ولتعلم اكيداً بان الاردنيين على درجة من الوعي السياسي والعقلانيه تغنيهم عن النفاق السياسي او الرقص بهستيريه على انغام الاغاني الوطنيه ( على دوار الداخليه ) كأسلوب وحيد للتعبير عن الوطنيه .
Majali78@hotmail.com