زاد الاردن الاخباري -
الدكتور أبوجابر: هناك مخطط اسرائيلي تعمل عليه اسرائيل منذ عام 1948 لتفريغ الاراضي الفلسطينية
الدكتور الحمود: أن مسيحيو الشرق هم جزء أصيل لا يمكن فصمه عن تاريخ المنطقة ومستقبلها وهم يمتلكون في قلوبهم وممارساتهم ثقافة عربية إسلامية
16-5-2011
باريس – خاص
حذر رجال مسيحيين من مخطط اسرائيلي لتهجير مسيحيي فلسطين . وبحسب تصريحات سجلتها ندوة الكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس, " هل هناك مخطط لتهجير مسيحيي الشرق " قال رئيس أساقفة سبسطية للعرب المسيحيين الأرثوذكس في كنيسة القيامة المقدسية المطران عطا الله حنا نعم هناك مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق وذلك لان الاحتلال الاسرائيلي يريد ان يظهر القضية الفلسطينية وكأنها صراع ديني في حين انها ليس كذلك وانه صراع بين الاحتلال الاسرائيلي والذي لا يملك الحق وبين الشعب الفلسطيني الذي يملك الحق . وأضاف حنا نحن نعتقد هناك مخطط اسرائيلي لتفريغ الاراضي المقدسة وان اختفاء المسيحيين من الشرق هو مصلحة اسرائيلية بامتياز لان اسرائيل تريد ان تظهر فلسطين وكأنها لون واحد ولمجموعة واحدة . وأكد حنا ان الشعب الفلسطيني متعدد الالوان من مسلمين ومسيحيين وكلهم فلسطينيون يناضلون من اجل وطنهم ومن اجل قضيتهم وتحريره من الاحتلال الاسرائيلي . لذلك نجد اسرائيل منزعجة من البعد المسيحي للقضية الفلسطينية لان اسرائيل لا تريد أي مسيحي ينادي بعروبة فلسطين . وختم حنا مشاركته بالتاكيد ان اسرائيل تسعى لاخفاء المسيحيين من فلسطين ومن الشرق . من جانبه قال مدير المعهد الملكي الاردني للدراسات الدينية الدكتور كامل ابو جابر فعلا هناك مخطط اسرائيلي تعمل عليه اسرائيل منذ عام 1948 لتفريغ الاراضي الفلسطينية وان استطاعت ايضا من المنطقة لتبرهن للغرب ان المشكلة يهودية مع الاسلام وطبعا اسرائيل في الغرب تصول وتجول لتفعيل مخططها . ورأى أبو جابر لذلك تحاول اسرائيل تهجير مسيحيي الشرق حتى لا يخربون عليها مصلحتها وهي تستغل المسيحية وانني اعتبره مخطط بمنتهى الذكاء . وفي السياق نفسه قال السفير نصير الحمود المراقب الدائم لدى اللجنة الاجتماعية بالأمم المتحدة ان مسيحيو الشرق هم جزء أصيل لا يمكن فصمه عن تاريخ المنطقة ومستقبلها، فقد كان الشرق العربي مسيحيا قبل ظهور الإسلام، أي بعد مبعث الرسول عليه الصلاة والسلام وفتح بلاد الشام ومصر لمدة 6 قرون، كما أن هؤلاء يمتلكون في قلوبهم وممارساتهم ثقافة عربية إسلامية، وإن بدا لعب البعض على وتر التعصب الديني، فهو لتحقيق مصالح لأطراف محددة وهو ما يمكن قياسية على التعصب القومي بين العرب والأكراد أو الأمازيغ، أو حتى ما بين التصعيد الحاصل على صعيد التفريق بين السنة والشيعة إذ يتم توظيف ذلك لأغراض سياسية و مصلحية ضيقة شهدها في السنوات الأخيرة مظاهر تذكي الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، كما هو الحال في شمال العراق، أو في صعيد مصر . ونوه الحمود الى ان الشارع العام في كلا البلدين والشارع العربي برمته يرفض هذه النزعة وان الشعوب العربية سئمت من سلب عقولها وتوجيهها نحو الأبعاد الطائفية والإقليمية والعصبية والمذهبية، فقد تجرعت من ذلك الكأس في العراق، لكنها أيقنت في وقت متأخر أن التوظيف كان بهدف تحقيق مصالح فئات ودول على حساب الشعب نفسه الذي بدأ يلفظ هذه الممارسات المبتذلة. تقوم المجتمعات العربية والإسلامية على أسس ناصعة. وأضاف الحمود ان الحالات المحدودة التي شهدناها في مصر عبرت عن ظاهرتين أولهما تعصب غير مدروس من قبل غير العاملين بأحكام الديانات السماوية وثانيهما هو محاولات البعض الاصطياد في المياه العكرة بغية التأثير على مسار الثورة، وفتح الباب أمام مقارنة بين فوضى الأمن الحالية ونعيمه إبان الحكم السابق. ورأى الحمود انه صحيح أن بعض الشواهد أظهرت هجرات المسيحيين الموارنة من لبنان في سنوات الحرب الأهلية وما قبل ذلك، لكن هذه الهجرة جاءت في سياق نار أتت ألسنها على المسلم السني والشيعي والمسيحي والدرزي والأرمني، ولم يسلم منها أحد، كما أن الموارنة كانوا سباقين في فتح قنوات الاستثمار في العالم الجديد أو في القارة الإفريقية، وهو ما يبرر تفوقهم على اقرأنهم اللبنانيين من حيث عدد المهاجرين، فضلا عن أسبقيتهم التعليمية نتيجة وجود جامعات ومعاهد مرتبطة بدول أو كنائس وذلك في الثلث الأخير من الحكم العثماني للمنقطة العربية الذي دام 4 قرون. هي ذات القوى التي تحرض المغربي على الجزائري والعكس بشأن الأحقية في حكم الصحراء الغربية أو منحها الحكم الذاتي، وهذا دليل إضافي على عدم وجود مشكلة جوهرية بين المسلم والمسيحي المشرقي العربي الذي وقف مع أخيه المسلم في وجه الحملات الصليبية قبل نحو ألف عام.