في كل أيار وبعد عبور الربيع وتواري الغيمات ، وبعد أن هلت السنابل وأورقت الأغنيات ، يأتي فرح بزوغ شمسك يا وطني مدثرا بالحب مزنرا بالغار مكحل العينين ناصع الجبين مثل موال يصدح في عمق الليالي ، يردد كلمات نبتت من شقوق الصخر وغزل الأمهات ، يقول شطرا في إربد فيكمله هناك آخر من معان ، يصورك جندي شعار فخار فتشدو له صبية من جلعاد ، يا وطن الحب وموئل الحكايات ، أنت فراشنا ودثارنا وعزنا وسلام اللحظات ، يا حبا مزروعا فينا محفورا في عمق جذورنا الباقيات ، يا وشما أصيلا مرسوما على سواعد السمر وجباه بنيك منذ فجر الصباحات ، لم تغب يوما عن ضمير كل من رضع حليبا نقيا لا تشوبه المغرضات ، أنت في قلوبهم تحيا ولو باعدتهم ظروف حالكات ، لا ينكرون لك جميلا ولا يرمون خبزك على أطراف الطرقات ، لا يدنسون مشربا ولا ينخرون في جسدك الباهي ، هم يسترون عيبك وإن جردك العادي ، يخلعون ثيابهم لتلبسها ولتبقى أنت الأمين الحامي ، لا يرمون في بئرك حجرا ولا يرجمون السواقي ، لا يجلدوك صباح مساء من أجل مأرب فان ،، أنت العزيز في عيونهم وأنت الوريد الساقي ، أنت شجرة الحور وسهل الزيتون الباقي ، أنت الفرح والترويسة وعقال الرأس حين تتعرى الأحجيات ، وأنت كوفيتنا التي بها نتدثر عندما تسقط أوراق التوت وتخبو الجمرات ، انت حمانا وسورنا وطرد شامخ في وجه الأعادي ،، تحت ظلال رايتنا نمونا وتحت ظلال عزك ترعرعنا وكبرنا ، يشيب فينا الرأس ويضعف البصر ويخبو لكنك تبقى تاجا مرصودا فوق الجباه الصالحات ، يا وطن الدحنون والحناء ومعبر الأنبياء ، لموسم فخارك نغني وليوم استقلالك ننشد الأغنيات ، ففي الماضيات كنا ولم نغب في الحاضرات ، يا امتداد عمرنا وعزنا ومجدنا ستبقى رغم أنف كل من تسول له نفسه أن يضعف فينا الهمة ويشتت الإنتماءات ، فنحن شعب ذو جذور لا عابرين فوق أديم المحرمات ، نحن بني قوم زرعوا فينا الحب والنخوة والشهامة وعشق ذرات ترابك المنذور للعابرين الراجين منك القبول واحتواء الجراحات، يا حبنا الكبير والباقي فينا ما دامت بقايا الروح نورثها ليبقى حبل الوريد موصولا لا ينقطع معك ولتبقى أنت الروح الباعث فينا رجاء البقاء وسر الأمنيات .
دمت عزيزا يا موطني ودمت بهي القسمات ، لا طالك ضيق ولا هم ولتبقى رصيد محبتنا وعشقنا الباقي .
كل عيد استقلال وبلادنا ومليكنا وشعبنا بألف خير وسلام وأمان