عودة خالد شاهين: دراما أردنية
عبدالناصر هياجنه
=====
حيث يعلم أهل الاختصاص وغير الاختصاص أن عودة خالد شاهين إلى الأردن لقضاء فترة محكوميته أصبحت مستحيلة تقريباً خلال القرن الحالي، فإن الأمر بات يحتاج إلى خيالٍ علمي وقدرةٍ على التأليف الدرامي لسيناريو مسلسل "عودة خالد شاهين" إلى الأردن في القرن الثاني والعشرين، طبعاً السيناريوهات التالية هي من عند الكاتب وتحتاج إلى معالجة درامية لتصور الحدث "التاريخي" الذي قد يحدث في المستقبل.
أولاً: تنهض الدولة الأردنية من كبوتها خلال التسعين عاماً القادمة، حيث تنهي لجان الحوار الوطني والاقتصادي ولجنة تعديل الدستور وباقي اللجان المشكلّة والتي سيجري تشكليها أعمالها، ويتم مكافحة الفساد تماماً، ويتحقق الرفاه الاقتصادي، وتصبح الأردن في مصافِ الدول العظمى وينمو لديها الشعور الامبراطوري التوسعي والرغبة في السيطرة وبسط النفوذ، فتقوم الأردن باحتلال الجزر البريطانية وتقضى على الحكم الإنجليزي لتلك الجزر، وتصبح بريطانيا المحافظة الأردنية رقم 13، يتم إنشاء سجن سلهوب 2 في مقاطعة أردن لاند – ويلز سابقاً- لتشابه التضاريس والطبيعة مع منطقة سلحوب الأردنية، ثم يجري القبض على المحكوم عليه خالد في منطقة كثيفة الأشجار يُطلق عليه اسم اربد هام– نوتنجهام سابقاً- ويتم توديعه إلى سجن سلهوب 2.
ثانياً: بعد أدائه مناسك الحج للمرّة الثلاثين، وفي طريق عودته من الحجاز، يقرر فضيلة الشيخ خالد عدم العودة إلى بريطانيا والاستقرار في الأردن لزيارة مقامات الصحابة والأولياء والاعتكاف فيها حتى يوافيه الاجل المحتوم. لكن وين، القانون قانون ويجب أن يُطبّق على الجميع حتى ولو كان على "راسهم ريشة"، وعندها وبأمر من وزير الداخلية في ذلك الوقت معالي "السير" سرور بن هايل آل سعد يتم تحريك مجموعة من قوات الدرك والشرطة القضائية إلى مقام النبي هود من أعمال مقاطعة جرش شستر – محافظة جرش سابقاً- ويجري القبض على المحكوم عليه خالد بلا مقاومة تُُذكر ويتم توديعه إلى سجن سلحوب 1.
ثالثاً: بعد النجاح الكبير للتجربة الوحدويه التي نتجت عن انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، تُقرر بريطانيا العظمى اقناع دول الاتحاد الأروربي دعوة الأردن للانضمام للاتحاد، وبالفعل ينضم الأردن للاتحاد الأوروبي. وكمواطنيين في دول الاتحاد يتنقل الأفراد بلا جوزات ولا يحزنون ويقيمون حيث يشاؤون. يقرر السيد خالد الإقامة في مناطق الجنوب الشرقي للاتحاد، قريباً من موطن أجداده، ولكنه ينسى تفوق السلطات الأردنية وسيطرتها على الأرض وما عليها والفضاء وما فيه، فيتم تحديد موقعه بواسطة الأقمار الاصطناعية، وتتحرك فرقة خاصة من القوات الأردنية، تنفذ عملية كوماندوز خاطفة في أراضي تابعة لمملكة بلغاريا تستمر 40 دقيقة تُسفر عن مصرع المطلوب خالد. وخشيةً من التعرف عليه، أو إثارة الرأي العام يُتخذ قرار بإلقاء الجثمان في البحر بعد أن يتم تجهيزه وتكفينه وتلاوة آيات من الذكر الحكيم عليه -على الطريقة الإسلامية يعني-.
رابعاً: يهرب السيد خالد من اضطهاد الحكومة البريطانية له بسبب بذخه الشديد في الإنفاق والبعزقة، ويلجاً إلى غابات برقش الأردنية المشهورة على مستوى العالم، وهناك يتم القبض عليه بواسطه ضباط يعملون في كلية ساند برقش العسكرية، وحسب الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الأردنية يتم تسليمه لحكومة الأردن لتوديعه إلى سجن سلحوب 1.
خامساً: بعد أن يتطور الطب في بريطانيا، تتم معالجة المحكوم خالد، ويوصي له الأطباء بفترة نقاهة مدتها 40 سنة، يقرر الأطباء بعدها أن المحكوم خالد شُفي تماماً ولم يعد الطيران يُشكل خطراً على حياته، وعلى قاعدة أن تعود متأخراًَ خير من ألاّ تعود أبداً، يقرر خالد العودة للأردن لقضاء فترة المحكومية الخاصة به، خوفاً من اضطرار الحكومة الأردنية للحجز على أرصدته في البنوك والبالغة 4000 دينار!
هذا ما عندي ، "وما عند الله خير"، ويمكن للقرّاء الأعزاء التفكير في سيناريوهات إضافية لكيفية تحقق تلك العودة الميمونة وبالسلامة إن شاء الله. عن جد منهم لله اللي كانوا السبب!