زاد الاردن الاخباري -
وجه النائب الدكتور غازي الذنيبات رسالة يتحدث فيها عن القضية الكبيرة التي تواجه النواب والشعب في هذه الأيام.
وتاليا نص الرسالة:
قضية الأمة أكبر من انقطاع الكهرباء لساعات، وأكبر من زميل خانه التعبير، وأكبر من تفسير الألفاظ على أنها اعتذار، أم استهتار، وأكبر من أن يوقف نائب عن ممارسة عمله لفترة قد تطول وقد تقصر، فكل هذا يحدث في كل دول العالم المتقدم والمتخلف، ولا يلتفت إليه كثير من الناس المنهمكين في أعمالهم.
مشكلتنا يا قادة الرأي العام رسميين وأهليين أننا نقف على مفترق طريق فاصل من الشك والريبة، وانعدام الثقة، والشك والتردد، والانحطاط والتخبط، واليأس.
في أول لقاء جماعي جمعنا برئيس الحكومة، قلت له: إن امام الحكومة طريق صعب وشاق، لا بديل له، يتمثل في استعادة ثقة الناس التي فقدت بالحكومات، ومجالس النواب، واستعادة هذه الثقة لا تكون إلا بالمبادرات الإيجابية، والانتقال نحو مجتمع الحرية والديمقراطية، وعدم الوقوع في أخطاء من شأنها تعزيز فقدان الثقة بكل شيء.
مشكلتنا يا سادة يا كرام في شباب أصبح متعطلا، بلا عمل ولا أمل، ولا مداخيل وهو مستعد للمغامرة والذهاب إلى المجهول، طالما أنه يرى الشفق ولا يرى الأفق.
مشكلتنا غياب القيادات الحية القادرة على اجتراح الحلول لمشاكل وهموم الناس التي تراكمت، أمام حكومات لم تعد تملك وسائل ومقومات الحل، فتحولت الي حكومات تسيير الاعمال حتى وإن طال أمدها ، لا هم لها إلا إبقاء الثابت ثابتا، والمتحرك متحركا، في وقت تتغير فيه الدنيا كلها من حولنا، وتحتاج إلى عمليات جراحية مؤلمة وقاسية.
مشكلتنا أن أكثر من دولة اقليمية قدمت نماذج قذرة لكل هذا العالم ان قتل الشعوب، وقتل الحرية، وتعطيل العدالة، وتشريد الناس قسرا، وهدم منازلهم ممكن في آن معا باستخدام بنادق M16 الأمريكية، ونجحت في مسعاها بدعم من كل الديمقراطيات والدكتاتوريات في هذا العالم، ليصبح نموذج وأد الحرية الوطنية، والشعبية، لا إشاعتها ممكنا، وجائزا، ومباحا ومقدورا عليه في بلاد العربان دون سائر هذا الكون.
مشكلتنا ان الفريق الذي ارتكب الرذيلة بكل تفاصيلها الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، يعلن اليوم أنه هو الوحيد القادر على رفع كل قمامته وقاذوراته، وفساده وموبقاته، وهو غير مستعد لإشراك أحد معه حتى لا يكشف عوراته وزلاته.
مشكلتنا أننا اضعنا بوصلتنا الشعبية والرسمية، ولم نعد ندري كما كانت تتساءل جداتنا ( اين مَصَرُّ الدراهم)، فنحن جميعا أصبحنا نهرب معا، ونعود معا، كالمضروبين على رؤوسهم، حتى أن أحدا منا لم يكلف نفسه بالسؤال إلى أين نحن ذاهبون يا قوم؟ بلا رأي ولا قادة رأي، بعد ان غاب أو غيب اهل الرأي، والحكمة إن كان لهم بقية، وتصدى للمهمة زمرة من الموتورين المجانين المأزومين، واصبح كثير من العقلاء يركضون خلفهم، بلا هدف يعرف، وكثير غيرهم وجدوا ضالتهم في ممارسة حكمة السكوت من الذهب، والصمت الحكيم .
مشكلتنا يا سادة يا كرام أننا ضائعون تائهون بين الرقيب الحكومي الذي يرسم لك طريقا ثبت انه لن يؤدي إلا الى تيه سيناء، ورقيب مستحدث مجنون، متهور يقود جيشا من الذباب الالكتروني الجاهل المتهور، هو نفسه لا يعرف إلي اين هو ذاهب، والضحية انتم وابناءكم واجيالكم، ووطنكم .
فهل من عاقل يمسك ناصية السؤال ليجيب الأمة :إلى أين نحن ذاهبون؟ طالبنا بتغيير الحكومات، ومجالس النواب، وغيرنا الحكومات تباعا، وغيرنا البرلمات مرارا، وغيرنا، وغيرنا،.... فما الذي تغير؟ هل تغير حالنا؟.
أحبتي : ما يدور في شارعكم اليوم هو حلقة (منظمة) من حلقات مسلسل لعبة التأزيم والتيئيس، والإحباط المنشود،، بعد ان أنجزت حلقات التجويع والتعطيل، وانعدام الثقة، والوزن، فراجعوا أنفسكم، واسألوها : ماذا بعد؟، ومن المستفيد؟ ومن سيكون الضحية؟.
مشكلة كل نائب في هذا الوطن يا أعزائي أنه تائه يتخبط مثلكم تماما، وجلهم كما عرفتهم يسعون إلى خيركم، وصلاح حالكم، ولكنهم عاجزون عاجزون عاحزون.
أعزائي الرسميبن والشعبيين، يا قادة الرأي والفكر أقولها وأجري على الله : لا بد من وقفة مراجعة، لا بد من جردة حساب. لا بد من مصالحة خالصة مع الله، ومع الناس، ومع الذات، قبل ان تضيع الدفاتر كلها، والله المستعان.