سمر مشخوج
كم هو مؤسف ما رأيته أثناء الزيارة التي قمنا بها نحن مجموعة الشفافية للاطمئنان على رجل الامن المصاب في احداث الكرامة .. وشعرت بالخزي والعار من تصرفات مسؤولينا الذين غضوا البصر عن مثل هذا البطل الذي وقف مدافعا عن الوطن وابنائه وطعنوه بظهره جزاء ذلك ..
لا ألوم مسؤولينا على تقصيرهم خاصة بعدما رأيت ازدحامهم على طابور مسح الجوخ لتقديم الواجب لابناء احد المسؤولين الذي اعلم انه لم يخدم هذا الوطن بقدر ما خدمه هذا الجندي الباسل المتربص هنا وهناك ليحمينا.. لا ألومك يا مسؤول لانني اعذرك فطابور هز الدنب طويل وسيأخذ من وقتك الكثير ليأتي دورك ولن تتمكن من زيارة ذلك النشمي .. ولكنني اقول لك ان دعوة من ذلك الجندي الباسل المصاب لهي اصدق ألف مرة من دعوة فاسد طبعا هذا ان عرف الفاسد معنى الدعاء وقيمته .. آلمني حينما سمعت قصة محاولة اغتيال هذا الرجل الباسل - وطبعا اغتياله كرمز امني وليس شخصي – وهو يتربص لحماية المعتصمين هناك على حدود الكرامة ويُردُ جميله بمحاولة احد المستهترين لقتله عامدا متعمدا...
وأتساءل في نفسي .. هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟ وهل دورنا يقتصر على تحجيم من يخدم هذا الوطن وتكبيرحجم من يأكل لحمه ويتلذذ على شرب دم المواطن ؟ اقولها بلا حرج . لو كنت مسؤولا لقبّلت جبين هذا الشرطي ليس لشئ وانما لانه يقوم على حمايتي وحماية بلدي وقد أصيب لاجلي ولاجل بلدي ... وسؤالي للمسؤولين عنه وعنا وعن هذا الوطن .. هل تنتظروننا لنملّ من زيفكم فنُحرِّم النظر للوطن ونرفض بعدها ان نحيمه لانكم دنستم الفضائل فيه ؟؟ هل تنتظروننا ان نُضيع وطننا ونخسر أمنه لنشعر بقيمة رجل الأمن وغيره ممن يسهرون ليلهم لننام قريري العين فنعرف قيمته بعد أن نخسر قيمة كل شيء؟ أفيقوا وأنظروا لانفسكم وكم أنتم مجحفون بحق الوطن .. أدرتم ظهوركم لمن يخدم الوطن وركضتم لتقلبوا ايادي من يطعن هذا الوطن ويغتال كرامة الأردني .. كفى .
فالوطن قد ملّ رياءكم وتجبركم على المواطن . وأبحتم الظلم وتركتم الفضيلة التي بظلها ننعم بمجتمع آمن .. أعود لك ايها الباسل القابع في ترهات المستشفى منتظرا اغائة من ممرض او طبيب نسيَ رقم غرفتك لان عقله لم يعد يستعب أكثر من رقم غرفة احد أبنا ء الفاسدين هناك . وأقول لك أنت في الأردن وللأردن رجالاته لا يهابون الضيم ويقفون له وهم معك يفقون بجانبك على امتداد الوطن وأمهات ثكلى تدعو لك ولزملائك ليل نهار ان يحميكم الله من غدر القريب قبل البعيد ..لا تقلق يا حفيد شهيد الكرامة . فلا زالت جباهنا تعبق بالكرامة وأنت رمز لها . ونحن من خلفك نهتف أن يا وطن لا تقلق فالفاسد سيفسد ويذهب بلا رجعة ولن يبق لك يا أرن الا الشرفاء من ابنائه .
ودعوة أخيرة لمسؤولينا أقول .. لا أريد أن أظلمكم وأنتم تذهبون لتقديم واجب إنساني لانسان مريض بحكم وضع أباه وأجداده ولكن ادعوكم لتتذكروا ايضا ذلك الباسل وتزرونه انسانيا ووطنيا لانه يخدم الوطن ولا يزال وهو حفيد من ضحى في معركة الكرامة ويستحق منا أقلها أن نسلم عليه ونخفف ألمه لنجده في يوم سنحتاج فيه أمنا ليحمينا ..