ثلاثة عناوين كفاحية، حققها الشعب الفلسطيني في معركة القدس منذ بداية شهر رمضان وتُوجت يوم 10 أيار 2021:
أولاً إحباط مشروع حكومة المستعمرة للاحتفال عبر مسيرة الرايات بـ»تحرير القدس» و»توحيد القدس» وجعلها «عاصمة موحدة» وفق التاريخ العبري، الذي صادف العاشر من أيار، السادس والعشرين من رمضان، من خلال انتفاضة المقدسيين الذين أفشلوا مسيرة الرايات الإسرائيلية، وأحبطوا احتفالات المستعمرة في باب العمود، والقدس القديمة، وساحات المسجد الأقصى.
ثانياً مشاركة فلسطينيي مناطق 48، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة بانتفاضة القدس عبر:
1- تدفق الآلاف من مدن الناصرة وشفاعمرو وأم الفحم وكفر قاسم وسخنين وراهط وغيرها من المدن والقرى العربية إلى القدس للمشاركة في العشر الأواخر من رمضان، والاعتكاف للصلاة، والتصدي لقطعان المستوطنين المستعمرين الأجانب، وحماية الأقصى من تدفق الإسرائيليين، بيوم مسيرة الرايات وإفشال برنامج احتفالهم بيوم تحرير القدس وتوحيدها.
2- المظاهرات التي اندلعت في المدن الثمانية العربية الفلسطينية في مناطق 48، ولدى المدن الخمسة المختلطة: حيفا وعكا ويافا والرملة واللد، واستشهاد موسى حسونة من اللد، ومحمد كيوان من أم الفحم، احتجاجاً على عنصرية المستعمرة وأدواتها، من جهة، ودعماً ومشاركة مع أهداف انتفاضة فلسطينيي القدس من جهة اخرى.
ثالثاً انطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة المحددة، ساعة الصفر السادسة مساءً يوم 10/5/2021 حسب التوقيت الفلسطيني واستمرت حتى ساعة الصفر المحددة الثانية فجر يوم الجمعة 21/5/2021، وتوجيهها ضربات معنوية للإسرائيليين أثبتت من خلالها فشل جيش الاحتلال بتوفير الأمن للإسرائيليين.
صحيح أن الثمن كان باهظاً مكلفاً على الفلسطينيين من حيث الدمار والخراب وعدد الشهداء الذين ارتقوا، ومع ذلك حكومة المستعمرة لم تنتصر، والشعب الفلسطيني لم يُهزم ولم يستسلم وتباهى بصموده وبخطوات انجازاته في مواجهة العدو المتفوق.
مظاهر الإنجاز والصمود الفلسطيني لم تتوقف لدى العوامل الفلسطينية الثلاثة، ولكنها اخترقت الحدود والحواجز لتصل إلى غالبية عواصم العالم حيث لم تتحرك ولم تتظاهر ولم تُعبر عن مشاعرها التضامنية مع الشعب الفلسطيني وانحيازها له كما حصل خلال الأيام الماضية، وعن مشاعر السخط والاحتجاج ضد المستعمرة الإسرائيلية وسلوكها الفاشي ودوافعها العدوانية الاستعماري، كما حصل في المظاهرات لدى عواصم العالم.
ما جرى لدى مدن العالم من مظاهر احتجاجية ضد الإسرائيليين وتضامنية مع الفلسطينيين غير مسبوقة بهذا الحجم والوضوح والعلنية والإيجابية، وهي مقدمات ضرورية للفعل التراكمي من أجل فلسطين وضد المستعمرة، وعلينا أن نتذكر أن أحد أسباب نجاح الحركة الصهيونية استغلالها لمعاناة اليهود وما تعرضوا له في أوروبا على أيدي القياصرة والنازيين والفاشيين، وأن أحد أسباب هزيمة فرنسا في الجزائر تضامن الفرنسيين مع الجزائريين، وأحد عناوين هزيمة الولايات المتحدة واسبابها انحيازات الرأي العام الأميركي ضد الجيش والتدخل الأميركي في فيتنام، وأحد أسباب هزيمة نظام الفصل والتمييز في جنوب إفريقيا هو وعي الشعوب وإدراكها وتعاطفها مع الأفارقة المظلومين ضد النظام الأبيض العنصري.
مظاهرات عواصم العالم من أجل فلسطين إضافة ونقلة وخطوة نحو حرية شعب فلسطين وتحرير وطنه.