الدكتور: رشيد عبّاس - نقلت وكالات الأنباء عن المخابرات الأمريكية خبر متأخر, خبر أكلت عليه ضحايا فيروس كورونا وشربت, جاء في الخبر: (اعترفت المخابرات الأمريكية مؤخراً أن لدى وكالاتها نظريتين بخصوص سبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19), النظرية الأولى أن فيروس كورونا ظهر بشكل طبيعي نتيجة المخالطة المباشرة بين البشر وبين الحيوانات المصابة، أما النظرية الثانية فكانت نتيجة للتجارب على الفيروسات في احدى المختبرات) انتهى الخبر, هنا لا نملك إلا أن نقول لمثل هذه الدولة العظمى أن جاز التعبير..صح النوم, فالدولة العظمى كما يعرف الجميع ليست عظمى بسلاحها وهيبتها وعظمتها فقط, إنما التعامل مع المعلومة الدقيقة في الوقت المناسب.
والشيء بالشيء يذكر, فإنني اتذكر هنا أن جدّتي رحمها الله, وجعل مثواها الجنة, كانت تقول لنا على الدوام أن اللعب والتعامل المباشر مع الحيوانات والطيور ينقل كثير من الأمراض والأوبئة الخطيرة للإنسان, وأكثر من ذلك كانت تتوجس وتبتعد رحمها الله عن أبواب ونوافذ المختبرات أثناء مرورها من أمام العيادات الصحّية البسيطة والمتواضعة وقتها عند مراجعتها لها في مطلع السبعينات من هذا القرن لسبب بقي في صندوق جدّتي الأسود.
وأتساءل هنا من هي يا ترى العظمى.. جدّتي التي قضت واصبحت عظامها تحت التراب, أم أمريكا التي ما زالت تتخبط في جميع الاتجاهات فوق التراب؟
جدّتي مع انها كانت تمثل فكر وثقافة المدرسة التقليدية, إلا انها كانت ضد نظرية (تدجين) كثير من الحيوانات والطيور في البيوت والمنازل, وكانت مع نظرية تربية الحيوانات والطيور خارج نطاق البيوت والمنازل السكنية, وأن تكون في حظائر واماكن بعيدة عنها, وأكثر من ذلك حين كنت أقرأ الدرس الثاني من الوحدة الثالثة للصف الخامس الابتدائي والذي كان بعنوان (تدجين الحيوانات) في مطلع السبعينات كانت رحمها الله تهزُ رأسها يميناً ويساراً مبتسمة ضاحكة وكأني بها تقول: (شريطة أن يكون خارج نطاق البيوت والمنازل السكنية), ونتساءل مرة أخرى يا ترى من هي العظمى جدّتي أم أمريكا؟
نعم جدّتي التي قضت مؤمنة بقضاء الله وقدره.. هي المدرسة العظمى, فكثير من الحيوانات كالقطط والكلاب والسلاحف والدببة اليوم تنامُ في أَحضان الأولاد و(البنات) وفي أحضان كبار السن, تحت شعار مبطّن هو الرفق بالحيوان, والسبب المباشر وراء ذلك يا معشر القوم هو النقص والضعف المتزايدين في فيتامينات الحنان والعطف يوماً بعد يوم عند البشر, ناهيك عن عدم الشعور بالأمان, وأسقاط فلسفة الغربة التي بدأ يعيشها بني البشر,..غربة وأن كنا نعيش تحت سقف واحد في البيوت والمنازل, ناهيك عن غربة أمريكا اليوم والتي تأخرت بمعرفة سبب انتشار فيروس كورونا والذي تأخر معها طويلاً التوصل إلى علاج شافٍ وافٍ لهذا الفيروس, وأخّر معه معاناة البشر حتى اللحظة.
وهنا أؤكد على أن كثير من البشر قد فهموا الرفق بالحيوان بطريقة خاطئة وغير صحيحة, فأصبح الكلب أكرمكم الله الصديق الأمين للمراهقين و(المراهقات) في خلواتهم, وأظهرت السلاحف الصغيرة قدرتها على جلي الصحون في المطابخ ليلاً, وأمست القط تطوف على أسرّة كبار السن النائمين وتتمسح بهم, وباتت الدببة تُرضع الأطفال الصغار, في الوقت الذي ثبت فيه أن لعاب و(سؤر) الكلاب والقطط والسلاحف والدببة وغيرها من الحيوانات نجاسة توجب غسل ما تلعقه من الأواني والثياب والمجالس منها جيداً, فالنجاسة هنا تتعدى لتصل إلى نقل وانتقال الأمراض والأوبئة والجوائح منها للإنسان, فإذا (ولغت) الكلاب والقطط والسلاحف والدببة وغيرها من الحيوانات في الأواني أو ما شابهها علينا (إراقتها) وغسلها سبع مرات إحداهن بالتراب, ومعنى ولغ هنا أي أدخل فمه أو أنفه أو احد اطرافه في الماء أو الأكل وغيرها، سواء شرب منه أو لم يشرب, أو أكل منها أو لم يأكل, فان النجاسة تكون قد تحققت.
الرفق بالحيوان يا معشر القوم في القاموس الجديد تعني عدم حبسها أو تعذيبها أو قتلها, والرفق بالحيوان في القاموس الجديد تعني تربيتها في حظائر واسعة ونظيفة وجيدة التهوية وتدخلها الشمس من جميع الجهات بعيدة عن الانسان, والرفق بالحيوان في القاموس الجديد تعني السماح للحيوانات بـ(التزاوج) الطبيعي, والرفق بالحيوان في القاموس الجديد تعني تقديم المأكل والمشرب النظيف الصحّي المتنوع لها,..نعم الرفق بالحيوان ليس ترك الكلاب والقطط والسلاحف والدببة وغيرها من الحيوانات تنام في أحضان المراهقين والـ(مراهقات), أو تتقلب وتتمسح جنباً إلى جنب مع كبار السن..لتسليتهم وترفيههم لتنقل لنا بعد ذلك كثير من الأمراض والأوبئة والجوائح.
صدقوني أن فيروس كورونا في لعاب كلب سوسو.., وسؤر قطت فوفو..