زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي يسعى فيه نفتالي بينت في إنجاز حكومة بديلة لنتنياهو، أطلق تصريحات جريئة بشأن إمكانية شن إسرائيل في عهده حروبا جديدة على قطاع غزة ولبنان.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية المحتملة نفتالي بينت، إن حكومته لن تجمد الاستيطان في الضفة الغربية، كما أنها ستشن عملية عسكرية على غزة أو لبنان إذا اقتضت الحاجة.
وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات بينت وأهدافها السياسية، وكيف يمكن أن تؤثر في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، والتي دعمتها القائمة العربية الموحدة، ووضعت شروطها من أجل الانخراط في تحالف الحكومة.
تصريحات جريئة
وبحسب تصريحات أدلى بها لـ "القناة 12" الإسرائيلية استبعد بينت أن يؤدي استناد حكومته على "القائمة العربية الموحدة" إلى تقييدات، وقال: سنشن حربا إذا دعت الحاجة. وفي نهايتها، إن كان هناك ائتلاف فليكن. وإن لم يكن، فسنذهب لانتخابات، كل شيء على ما يرام"، وفق تعبيره.
وتوقع أن تتعرض حكومته لضغوط أمريكية بشأن الاستيطان في الضفة الغربية، لكنه أكد أنه لن يوقف البناء الاستيطاني.
كما اعتبر أن "الصراع القومي بين إسرائيل والفلسطينيين ليس على الأرض، الفلسطينيون لا يعترفون بوجودنا هنا، وهذا على ما يبدو سيرافقنا لفترة طويلة"، وقال: "عقيدتي في هذا السياق هي أنه يجب تقليص الصراع. أينما تمكنا من فتح معابر أكثر، تقديم جودة حياة أكثر، أعمال أكثر، صناعة أكثر. سنفعل ذلك".
وردا على سؤال عن احتمال أن يواجه الإدارة الأمريكية حول الملف النووي الإيراني، قال بينيت إن "بوصلته هي أولا أمن إسرائيل. أمن إسرائيل أهم مما سيقولونه علينا في العالم. مع ذلك، الشراكة مع الولايات المتحدة بما في ذلك مع الرئيس جو بايدن هي استراتيجية وأساسية".
تطورات مستقبلية
أكدت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة الفلسطينية أن تصريحات بينت اليميني المتشدد كانت متوقعة ومن الطبيعي أن يهدد بشن حروب في المنطقة، خصوصا بعد تاريخه الدموي الذي قضاه في الحروب حيث شارك في حرب لبنان وفي اجتياحات الضفة الغربية والعدوان على غزة خلال السنوات الماضية.
وبحسب حديثها كان بينت وزيرا للدفاع في حكومة نتنياهو عام 2019، والمعروف عنه أيضا بأنه أقرب أيديولوجيا إلى نتنياهو، لذلك ليس مستغربا عليه أن يجر حكومته لحروب قادمة سواء في لبنان أو في غزة.
وتوقعت المصري أن تزداد المستوطنات خلال تواجده في الحكومة وهو المعروف عنه بدعمه الدائم لإقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو القدس الشرقية.
وتابعت: "والمعروف أيضا عن بينت أنه شغل منصب قائد حركة ييشا، وهي حركة الاستيطان الأكبر في الضفة الغربية، وكانت هذه هي القاعدة التي بنى عليها شعبيته السياسية.
وأشارت إلى أن بينت قد صرح أكثر من مرة برفضه إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغزة، واعتاد على إثارة الجدل خصوصا خلال تصريحاته عبر وسائل الإعلام تحديدا الوكالات الأجنبية.
وأوضحت أن بينت في عام 2018 قال في تصريحاته إنه لن يعطي سم آخر للعرب، ويجب التخلي تماما عن فكرة حب العالم إذا أعطى المزيد من الأراضي، كما أكد أن إقامة دولة فلسطينية بمثابة انتحار لإسرائيل، وفي عام 2015، قال إنه "حتى إذا ضغط علينا العالم، لن نقدم على هذا الانتحار طواعية".
وترى أن هذا التاريخ الملطخ بالدماء والتصريحات التي يدلي بها بينت تعطى مؤشرا مفاده أن السنوات القادمة ستشهد ربما تطورات محورية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة تحديدا بعد تطور أحداث المسجد الأقصى والتهويد الذي تتعرض له أحياء القدس الشرقية منها حي الشيخ جراح وحى سلوان، والعدوان المتكرر على قطاع غزة والتفرقة العنصرية التي يتعرض لها فلسطينيو 48 في المدن الفلسطينية المحتلة مما قد يؤدي إلى حدوث صراعات مستمرة.
كسب اليمين
بدوره اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، أن تهديدات نفتالي بينت رئيس حزب يمينا والمحسوب على اليمين الإسرائيلي، تأتي في سياق الدفاع عن النفس حيث يهاجمه الكثير من اليمين بأنه بحث عن مصالحه الشخصية على حساب أفكاره وأفكار ناخبيه.
وبحسب حديثه لذلك يحاول بينت من خلال وعد جمهور دولة الاحتلال بأنه سيشن حربا على غزة وعلى لبنان وأنه سينهي المقاومة في غزة، كما تحدث أنه سيعارض عودة الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاق مع إيران وأنه سيفعل على كل الجبهات لمنع ذلك.
وتوقع الرقب أن هذه التصريحات للاستخدام الإعلامي وتهدئة منتقديه بعد تحالفه مع يائير لابيد رئيس حزب يوجد مستقبل المحسوب على اليسار الوسط، حيث عمل بينت من قبل وزيرا للحرب في حكومة يقودها نتنياهو ولم يستطع تنفيذ تهديده ضد غزة في حينها.
ويرى أن حكومة التناقضات لن تدوم طويلا لو منحت الثقة وأن انهيارها سيكون سريعا، ونفتالي بينت يريد أن يترك له خط رجعة مع ناخبيه لو فشل الائتلاف وتصريحاته تأتي في هذا السياق.
وكان رئيس حزب "يش عتيد" يائير لابيد المكلف بتشكيل الحكومة، أعلن الأربعاء الماضي عن توصله إلى اتفاق على ائتلاف حكومي، يمكنه من تشكيل حكومة يتناوب على رئاستها مع رئيس قائمة "يمينا"، نفتالي بينت، وتضم أحزاب "يش عتيد" و"يمينا" و"كاحول لافان" و"يسرائيل بيتينو" و"العمل" و"ميرتس" و"تكفاه حدشاه" والقائمة العربية الموحدة، على أن تكون فترة رئاسة الحكومة الأولى لنفتالي بينت.