حمزة عبدالمطلب المحيسن
واخيرا أقر رئيس الوزراء في زيارته التاريخية لمحافظة الطفيلة بأن الطفيلة تعرضت إلى تقصير حكومي تاريخي وبما إنني أردني قبل أن أكون من أبناء هذه المدينة والتي أفتخر بالأنتساب إليها قلبا وروحا وعشقا وأصلا فقد أستوقفتني في تلك الهبة الشعبية الأصيلة (التي لن يستطيع أي حزب او تيار سياسي ان يدعي بانه كان صاحب السبق في إخراجها بتلك الصورة العفوية أو ينسبها إليه ) تلك الشعارات التي رفعها شباب الطفيلة على مرأى ومسمع العالم كله تحاكي ما تعانيه هذه المحافظة الغالية في قلوب ووجدان الأردنيين من ألم ومرارة يوازي ما يكنه أبناء الطفيلة من حب وعشق تاريخي للأردن والهاشمين ، فلا ادري إن كانت الحكومة تدرك ما معنى ان تحمل يافطات الأستهجان التي رفعها أبناء الطفيلة امام رئيس الوزراء بالعبارات التي تذكره وتساله بان من هو المسؤول عن فرار خالد شاهين ؟ في حين ان ( الطفيلي ) الذي أبتلي بقسوة الحياة وباع أرضه التي ورثها أبا عن جد واندفع للتعامل بالقروض والشيكات البنكية إما لتدريس أبناءه في جامعة او تزويجهم ولم يجد له حولا ولا قوة في تسديدها يجلب جلبا للمحاكمة والمحاسبة حتى ولو كان في باص عابر على الطريق الصحراوي ، فلا تستهجن يا دولة رئيس الوزراء إعتراض و جلوس أبناء الطفيلة أمام موكبك السامي ، فالأجابة ما زالت منقوصة والسؤال ما زال قائما ، من الذي هرب خالد شاهين ؟
وهل تساءلت انت والحكومة الرشيدة ما خطب هؤلاء الشبان وإندفاعهم لإعتراض موكبك السامي ، ولتعرف الإجابة فما عليك يا دولة رئيس الوزراء سوى ان تراجع دائرة الإحصاءات العامة لتتطلع عن كثب عن حجم البطالة التي غرق فيها هؤلاء طويلا ولم تشفع لهم جولات أقرانك من رؤساء الوزراء السابقين في إنتشالهم منها ولقد كنت بارعا في وصف تقصيرهم وتخاذلهم إلى الحد الذي جعلك تصفه بانه تقصير تاريخي ،وليتك يا دولة الرئيس تستقرأ الأرقام ودلالاتها من حوادث الطرق التي حدتث وما زالت تحدث على الطرق الخارجية التي تربط الطفيلة بغيرها من المدن الكبيرة والتي شملها الإهتمام من الحكومات المتعاقبة في خطط التنمية لتكون جاذبة لأبناء الطفيلة ومقصرة في حقها لتدرك كم فقدنا وما زلنا نفقد زهرات شبابنا ليس لسوء في تنظيم وشق الطرق بل لأنه بات مكتوبا وقدرا على الطفيلة وأبناءها الخروج من الصباح الباكر إلى المدن الكبيرة ينشدون الرزق والعودة عند غروب الشمس ولم يشفع للطفيلة الهاشمية وعلى مدار الزمان ان تكون حتى محورا للحديث في خطط التنمية التي صاغها من مر على المسؤولية من أقرانك السالفين سواءا اكان محافظا أو ديجاتيليا " فللأسف ومنذ أحداث هبة نيسان المشهورة كانت السياسات الحكومية المتعاقبة والمتبعة هي سياسة إطفاء حرائق لا أكثر ولا أقل ، لذا فإن أبناء الطفيلة ما زالوا ينشدون الحل فيمن يتولى زمام المسؤولية الحكومية أن يدرسوا مقومات هذه المحافظة التاريخية سواءا أكانت في مجال الزراعة او السياحة او الصناعة والتي أدعي بان هنالك الكثير من الخبراء والمختصين في الأردن يعلمون فيها وكتبوا بشانها كثيرا واعتقد بانها لا تخفى عليهم ولا تحتاج مني ان اكتب فيها أكثر منهم فمن الظلم ان تكون الطفيلة التي عرفها العالم من خلال ( ضانا ) أو مياهها المعدنية الطبية والعلاجية في حمامات ( عفرا ) او مقامات الصحابة الدينية الكثيرة والقصوروالقلاع التاريخية ان لا تكون على سلم أولويات الإهتمام من كل الحكومات المتعاقبة .
إن الرسالة التي أرسلها أبناء الطفيلة من خلال وقفتهم الإحتجاجية هذه فيها شكوى وألم عن الظلم الذي لحق في الطفيلة وأبناءها من الحكومات الأردنية المتعاقبة وبما أن الطفيلة هي معدن الرجال والأحرار فهم لا يبكون ولا يسألون الناس إلحافا فقط إنهم يشكون والشكوى عندهم ومن خلال الإرث الذي تربوا عليه بالبيعة والطاعة للعائلة الهاشمية فانهم لا يشكون أو ينشدون سوى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه لانهم أعلم بانه هو سليل أبناء هاشم الذي أحبهم وما زالوا يحبونه ولن يرضى ان تكون الطفيلة الهاشمية هامشية ..!