زاد الاردن الاخباري -
كشفت نيوزيلندا وأستراليا أن الشرطة الدولية "الإنتربول"، نفذت بالتعاون مع أجهزة أمنية في عشرات الدول عملية هي "الأكثر تطورا في العالم" لمكافحة الجريمة المنظمة حول العالم.
وأشارت سلطات الدولتين إلى أن عدد الذين اعتقلوا بفضل هذا الإنجاز في أستراليا ونيوزيلندا لوحدهما بلغ المئات.
من جانبها، أصدرت الشرطة الفدرالية الأسترالية بيانا قالت فيه إن "تحالفا من وكالات إنفاذ القانون في عشرات الدول تمكن من النفاذ إلى تطبيق يستخدمه عالم الجريمة المنظمة، مما سمح للشرطة بالاطلاع على رسائلهم المشفرة وبالتالي تنفيذ هذه الاعتقالات"، لافتة إلى أن "هذه العملية، التي أطلق عليها في أستراليا اسم "آيرونسايد" وفي سائر أنحاء العالم اسم "درع طروادة"، نجحت منذ انطلاقها قبل ثلاث سنوات في تفكيك آلاف الاتصالات المشفرة بين شبكات إجرامية لحظة حصولها، وأنه في أستراليا لوحدها تم اعتقال 224 شخصا".
كما أوضحت الشرطة أن "المشتبه بهم الـ224 الذين اعتقلوا في سائر أنحاء أستراليا، تبادلوا على تطبيق يسمى "إيه إن أو إم" رسائل تتعلق بشكل خاص بمشاريع اغتيال وتهريب مخدرات وأسلحة، مؤكدة أن "مئات الأشخاص اعتقلوا خارج أستراليا".
وأوضحت الشرطة الأسترالية أن "هذا التطبيق كان يتمّ تنزيله على هواتف محمولة تباع في السوق السوداء، ولا يمكنها القيام بأي وظيفة أخرى سوى استخدام هذا التطبيق"، إذ لا يمكن لهاتف من هذا النوع أن يتّصل إلا بهاتف مماثل يحتوي على التطبيق نفسه.
وذكر بيان الشرطة أنه "كان على المجرم أن يعرف مجرما آخر للحصول على هذا الجهاز"، مضيفة أن "هذه الأجهزة انتشرت وزادت شعبيتها بين المجرمين الذين وثقوا بشرعية التطبيق، لأن شخصيات بارزة في الجريمة المنظمة ضمنت نزاهته".
وقال البيان نقلا عن قائد الشرطة الأسترالية، ريس كيرشو: "هؤلاء المؤثرين في عالم الجريمة وضعوا الشرطة الفدرالية الأسترالية في جيوب مئات المشتبه بهم".
وتابع: "لقد قاموا بتكبيل أيدي بعضهم البعض من خلال اعتمادهم التطبيق والثقة به والتواصل عبره بصراحة، من دون أن يعلموا أننا كنا نستمع إليهم طوال الوقت".
في سياق متصل، اعتبرت شرطة نيوزيلندا أن "هذه العملية الأمنية الدولية هي "الأكثر تطورا في العالم ضد الجريمة المنظمة حتى الآن"، مشيرة إلى أن "عدد الذين اعتقلوا بفضلها في هذا البلد بلغ 35 شخصا، وأن الجرائم المنسوبة إليهم تشمل خصوصاً تهريب المخدرات وغسيل الأموال".
وبحسب وكالة "فرانس برس"، استطاعت أجهزة إنفاذ القانون المنضوية في هذا التحالف، والموزعة على العديد من دول أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، من اعتراض هذا الكم الهائل من الرسائل المشفرة بفضل تطبيق "إيه إن أو إم"، استخدمه مجرمون في جميع أنحاء العالم للتواصل بطريقة مشفّرة، ولكن مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، الشرطة الفدرالية الأميركية، كان يتحكم به في الواقع".