زاد الاردن الاخباري -
كتب - النائب محمد العلاقمة - ازمة تلو الازمة، ومحنة تلو الاخرى، تحديات خارجية وداخلية اقتصادية وسياسية، وتبقى المملكة الاردنية الهاشمية صامدة وثابتة بوجه التحديات، كيف لا وهي تحت قيادة حكيمة وقائد استثنائي، جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي يعرف كيف يكون الأب الحاني على راحة ابنائه.
نظام الحكم في الاردن متسامح، لم يسجل عليه انه سفك دم أحد ولا قام بقتل مواطنيه على رأي سياسي او معارضة، بل كان يتقبل رأي الجميع ويصفح، وكثير من المعارضين احتواهم وأعطاهم ادوار في ادارة الدولة، ليجعل الجميع في يسير في ركب الإصلاح والتطور.
الدولة الاردنية "كانت ولا زالت" تتميز بنسيجها المتماسك الذي تكون من تعاون النظام الهاشمي و العشائر التي بايعت المغفور له الملك المؤسس عبدالله الهاشمي، وذلك في عام 1921، فعلى ذلك بُنيت الدولة ورُفعت اركانها وتربى اولادها، وأصبحت الاردن بعد 100 عام دولة متماسكه يحكمها القانون و يسودها التماسك العشائري المنتمي للنظام، الذي امتاز بالتوازن والحكمة.
وفي كنف الهاشميين عاش الاردنيون في امن وامان رغم موقع المملكة في محيط ملتهب بين دول الجوار، ورغم ما يحاك من مؤامرات على المملكة على مر السنين، وربما عاصرت المملكة الكثير من المؤمرات في العقدين الاخيرين، لكن في كل مرة يتصدى جلالة الملك عبد الله الثاني لهذه المحاولات بالتفاف عشائري كبير ودعم كامل ومطلق من جميع الاطياف، في قناعة تامة وغير قابلة للنقاش بأن الجميع يسير خلف خطى الملك.
الاردن منذ نشأته كان للجميع، فلم يفرق بين مواطن ولاجئ ،ولا بين مواطن وضيف، فأستوعب الجميع واعطى الامان لكل محتاج ووفر فرص العيش الكريم لكل سائل
وأستوعب جميع التيارات السياسية، فسمح للتيارات "والتي كانت محظورة في دول اخرى" بالعمل و تكوين قواعد ،لا بل دفع في لحظات تاريخية ضريبة عالية على ايوائهم.
وبعد ما شهدته المملكة من زوبعة في فنجان في الايام القليلة الماضية، اكد الاردنيون انهم على قدر عالي من الوعي و المسؤولية تجاه وطنهم وقيادتهم، والتفت العشائر حول قيادتها مدافعة وحامية من اي محاولات لتشتيت المجتمع وهدم مصطلح العشائرية الذي تربينا عليه، كيف لا ونحن في كنف اهل البيت الهواشم سلالة رسول الامة الامين محمد صلى الله عليه وسلم.
وبصفتي نائب في البرلمان الاردني، سابقى على قدر المسؤولية تجاه وطني وابنائه، وابقى اسير على خطى جلالة الملك وتوجيهاته، بضرورة المطالبة بالاصلاحات ومحاربة الفساد، ورفع الصوت "بالحق"، والعمل على ايجاد حلول سريعة ومنطقية لمشكلة الترهل الاداري التي ارهقت الدوائر الرسمية، والنهوض بالقطاع الصحي من جديد، وكذلك التعليم.
نتفق على حب الوطن والسعي قدما لتطويره واصلاح مكامن الخلل، ونختلف مع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار الوطن من اجل اجندات خارجية ومصالح شخصية، كما سنبقى نتصدى لكل من يحاول التطاول على هيبة ورمزية جلالة الملك.
الاردن كان و لا زال قوي و ثابت، يدافع عن قضايا الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينة وعاصمتها القدس الشريف التي هي اولى اولوياته ولن يسمح بأن يستغل اي شخص او مجموعة "شاذة" المزاودة عليه، فالمواقف ثابته والتاريخ يشهد، ونقول للجميع في "الداخل والخارج" ان الاردن باقي وسيبقى بإذن الله صخرة تتكسر عليها كل المؤامرات التي تريد النيل منه ومن شعبه ومن قيادته.
وقبل الختام، اود التأكيد على العشائر الاردنية هي ركيزة اساسية وفاعلة، وستبقى خط الدفاع الاول عن قائد المسيرة وحامي الديار جلالة الملك، ((وسيبقى ابا الحسين واسط البيت)) والكل من حوله وملتفين حول شرعيته ووصايته على المقدسات الاسلامية في الحبيبة فلسطين.
المملكة الان بحاجه للجميع من ابنائها الابرار، مختلف او متفق معارض او موالي، فهي تشهد حرب اقتصادية و سياسية مبرمجة ومنظمة تهدف الى تفتيت المجتمع وقطع اواصر تماسك النسيج الاردني الموحد، المطلوب منا جميعاً الوقوف خلف القائد لأنه الحصن المنيع والثابت المدافع عن قضاينا وقضايا الامة، فأياكم والتهاون واياكم واعطاء الحجم لمن لا حجم له، وبالتالي دفع عجلة الخراب والدمار، جنبنا واياكم من كل مكروه وحمى الله الوطن وقائد الوطن.