في ذكرى الهجرة الشركسية
د.بلال السكارنه العبادي
يحي المواطنون الأردنيون من اصول شركسية يوم الحادي والعشرين من ايار ذكرى يوم النكبة والحداد الشركسي والذي يعود إلى عام 1864 وخسارة الشركس لأرضهم واستشهاد ما يقارب من مليوني نسمة من أجدادهم وتهجير 90 % ممن بقي منهم على قيد الحياة وتهجيرهم قسريا مأساويا عن أرض وطنهم الأم شمال القفقاس ، وكما يجتمع شراكسة الاردن وسوريا وتركيا وأرض الوطن الأم شمال القفقاس وشراكسة أمريكا وفلسطين المحتلة وألمانيا كل في مدينته أو في أماكن مختارة ليستعيدوا ويحيوا ذكرى ذلك اليوم الاسود المشؤوم وذكرى ضياع أرض وطنهم وتشريد شعبهم ويستذكرون المآسي التي جلبتها لهم حروب الإبادة الروسية الطويلة التي قاسوا ويلاتها سنين طويلة.
إن الهجرة الشركسية كانت عبارة عن عملية تطهير عرقي منظمة بالتعاون ما بين الروس الذين أرادوا الأرض بدون سكانها ، والعثمانيين الذين أرادوا الاستفادة من القدرات القتالية للشراكسة في حماية البنية التحتية للخلافة ، فكانت عملية التهجير واحدة من اشد المآسي التي شهدها التاريخ الإنساني ترويعا حتى لو لم تكن موثقة تاريخيا بالشكل المطلوب باستثناء بعض المبادرات الشجاعة من مؤرخين روس وأوروبيين منذ 150 سنة وبعض الباحثين الشراكسة بعد استقرارهم في بلادهم الجديدة.
والذي يثير القهر انه لم يكتفي بجريمة الإبادة العرقية التي ارتكبها بحق هذه الشعوب خلال تلك الحروب الطويلة، بل إنه زاد على ذلك إجباره لهذه الشعوب على ترك أوطانها وهجرها وإخلاءها للشعوب الموالية كالقوزاق والروس والجورجيين والأوكرانيين وغيرهم، حيث تعرّض حوالي مليوني شخص من هذه الشعوب للتهجير القسري إلى أنحاء مختلفة من الإمبراطورية العثمانية بتواطوء وتعاون وترحيب من العثمانيين بهذا التهجير لأغراض الاستفادة من هذه الشعوب الشركسية الشجاعة المقاتلة في تقوية قواتها المسلحة التي شاخت وضعفت وتعرضت لهزائم متوالية في مختلف الجبهات. فتم بذلك تفريغ أرض شمال القفقاس من أهله وسكانه الشرعيين بحيث لم يتبق من هذه الشعوب سوى 3-4 مليون نسمة ولم يتبق من الشراكسة الأديغة سوى أقل من مليون نسمة بعد أن كانوا حوالي أربعة ملايين نسمة قي أوائل القرن التاسع عشر.
ولذا فان اخواننا الشركس ها هم الآن يعيشو بيننا بكل محبة وتقدير مؤكدين على الولاء للاردن ولترابه وارضه وقيادته ، واندماجهم باخوة لا تعرف الهوى او التجزؤ مع الشعب الاردني وتقاسمهم السراء والضراء في كافة مناحي الحياة. واننا نسعد بوجودهم بيينا وهم اخوتنا واهلنا وبيننا النسب والقربى والجيره والانتماء للوطن وحمل همومه ، وسيبقى هذا الوطن دائماً هو بيت لكل مسلم وعربي فاتحاُ ذراعيه الحانيه للجميع .
bsakarneh@yahoo.com