كأن البلد ستقوم ولن تقعد ، أو كأن الطرق الى الديموقراطية ستغلق ، أو وكأنهم كذبوا الكذبة فصدقوها ، هي الاخيرة أذا ...، نوانبا الاعزاء الذين ضنوا واعتقدوا وامنوا أن حلفهم لليمين يعني أنهم منتخبون من قبل الشعب ، ونسوا أن نسبة من شارك لاتتجاوز الثلث ممن يحق لهم الانتخاب ، ونسوا كذلك أن جلساتهم التسعة والعشرون انتهت كمرور الريح على البلاط ، يكفينا تملق وتجيير في الامور للحد الذي سنعلن به أننا شعب مجير لصالح مجموعة من الاشخاص أوجدتهم دوائر وهمية وناخبين لم يجدوا يوم الانتخاب مصدر للرزق سوى بالمشاركة فيه لعل وعسى يصيبهم من الطيب جانب ويجمعوا غداء يومهم أو اسبوعهم القادم ، وانا كمواطن اريد من نوابنا الكرام أن يقولوا لي كم مرة سافروا خارج البلد خلال دورتهم السابقة ، وكم هي عدد السفرات المحجوزة لهم في الدورات التالية ( اذا وجدت ) ، وهل هناك أحد منهم حاسب نفسه من قاعدة أنني اليوم انجزت ما هو مطلوب مني كنائب أم لم أنجز ، ونوابنا الاعزاء لو أنهم من الصنف الذي يفهمها وهي طايره لأحترموا انفسهم من اليوم الذي شكلت به لجنة الحوار الوطني ، ولجنة الحوار الاقتصادي ( مع تحفظي عليها ) ، وخرجوا من مجسلهم بماء وجوههم معلنين استقالاتهم وبشكل جماعي من منطلق أنه لادور لهم في الحياة السياسية في الاردن ، وأن البلاد قادرة على أن تدير امورها دون الحاجة لوجود مجلس نيابي ،واذا رغب نوابنا الاعزاء تقييم الامور يمكنهم أن يقيموها كالتالي ، الأن انتهت دورتهم ( النيابية وليس شيء أخر ) منذ أكثر من اسبوعين ، ماذا حدث للبلد ؟ ، هل توقفت حياتنا السياسية ؟ ، هل اصبحنا بلا مرشد أو مشرع أو قانوني أو مراقب لأداء حكومتنا ؟ ، هل يستحقون أخذ رواتبهم خلال العطله ؟ ، هل أمضوا عطلتهم في البلد أم خارجها ؟ ، وهنا نحن نتحدث عن النواب ككل ولا نسمح لأحد منهم أن يقول أنني بخلاف الأخرين ، لأنني أذكر نوابنا الاعزاء أن القانون الذي أوصلهم للمجلس هو قانون واحد للكل ؟، وبعد هذه المقدمة نضع سؤالنا الكبير امام نوابنا الاعزاء ، لماذا ارتفعت اصواتكم الان عن وجود فساد في مراكز حساسة في القضاء الاردني ؟ ، ولماذا بدء صوتكم يعلوا مطالبين بالاستقالة ؟ ، ولماذا لازلتم تمارسون رحلاتكم الجانية على حساب جيبة المواطن ؟ ، وبعد كل هذه الاسئلة نرجوا أن لاتكون هذه مجرد سكرات ما قبل الموت !!!