شجرة اللزّاب هي شجرة حرجية، تنتشر في الاردن بشكل كبير، بالذات في المناطق الجبلية والمرتفعة، وهي تنتج أوراقا خضراء كالإبر، غير مؤذيه نهائيا، وهي شجرة بطيئة النمو ولكنها تتجذر بالارض بطريقة لا تشبهها فيها بقيّة الشجر...تشبه تربيتها تربية "الاردنيين"، فهي لا تحتاج الى موارد ولا رعاية، فقط ازرعها وابتهل الى الله وأحطها بالكثير من الصبر، تَطرح نوع من الحبوب يسمى بالعامية "قريش" بتسكين القاف، يُستعمل لتزيين حلوى أردنية هي "الخَبيصة" وهذا اسمها حقيقةً وليس تهكما "لا يصلح للحلوى الأردنية إسم آخر"، مِن الصعب جدا ان تُقنع أردنيا بأن يَقطع شجرة لزّاب، له نكهةَ في انوفِ أبناء هذا البلد لا يدركها إلا هم، ورائحةُ صَمغِهِ ربما تقاربها جمالا رائحةُ العَنبَر.
يستعمل شجر اللزّاب لنقشِ رسائل الحب فأشجاره تُشبه الى حدٍ كبير ما يُعرف اليوم بالمدونات...
يَدعي العامِلون في الفحم أن فحم اللزّاب غير جيّد للشواء فهو يشتعل سريعا، وبالتالي يعتبر جَمرُهُ بارد...! وهم لا يعرفوا ان سبب سرعة إشتعاله هو رسائل الحب التي تكتب على لحاء أشجاره... وان ناره باردة لرقة المشاعر وصدقِها في رسائل الحُبِ تِلك، كُنا صغارا نَقتطِع مِن ذلِك اللحاء السميك وننحتُ منه قلوب حبٍ صغيرةٍ نعمل منها علاقات مفاتيح...كنا ننتقي اللحاء السميك ولم نكن نقطع عميقا لأنا كنا ندرك أن القطع عميقا سيقتل الشجرة لا محالة
من الممكن ان تتسبب شجرة لزاب بتغيير مخطط البيت عند العمار، بل أكثر من ذلك ربما تحدد مدخل البيت الرئيس...ترى هل سيدرك الحطاب الذي سيقطع اشجار برقش كل هذا...
أي انتصار يشعر به المسؤولين في الوقت الذي نحن وأشجار برقش لا نملك أسباب المقاومة...أمام كل هذا التخبط والفساد
اما من طالب علم يُعد دراسة عن كتابات الحب على لحاءِ الشجر وأثرها على نموّه ونمونا الفكري؟...أقطعوا اشجار غابات برقش لكن اتركوا لنا رسائل الحب التي كتبناها على لحاء أشجارها...وعلى جبين الوطن.
قصــــــــــــــــي النســـــــــــــــــــــــور