الأسرة هي اصغر وحدة جماعية يعرفها المجتمع،، تبدأ بزوجين تعاهدا على الحب والعطاء وصون الآخر واحترامه وإعانته على كل أمور حياته ، في السراء والضراء،، في المرض والصحة،، في الغنى وفي الفقر،، في العمل والراحة،، هما وقعا معا على قدسية حبهما وعلى سر زواجهما المقدس كي يبقى مضجعا نقيا بلا دنس أو غش أو خيانة ،، عقدا عهدا على أن يكونا وحدة واحدة وجسدا واحدا يستقم ويحيى يجمعهما الرب ويوحدهم في بوتقة من عيش كريم وعلاقة معلنة لا يشوبها دنس أو غبار ،،، ينفصلان عن أبويهما وأسرتيهما لكي يبدئا معا مشوارا يبنياه سوية بعرق جبينهما،، وبكرامة جهدهما ، وبتبادل يكبر لأدوارهما ،،،
فالزواج هو مسؤولية تعظم تفاصيلها في أعين من أدركوا ثقل حملها وهي ليست برحلة استجمام تنتهي كلما تعثرت فيها الخطوات ،، ثم تكبر دائرة حياتهما وتتسع فتبدأ الأسرة بازدياد عد د أفرادها وتزداد المهمات ،، فيكون هناك ثمرا جميلا لزواجهما وهم أغصان هذه العلاقة المباركة، فالأبناء هم ميراث الحياة "زوجتك مثل كرمة خصبة وأبناؤك مثل غراس زيتون حول مائدتك،،
هنا تعظم المهمة ويكبر الدور ،، هنا تبرز أدوار تترجم تلك المحبة ويسمو فيها العطاء، هنا يكون النتاج صالحا ومفرحا ام تسقط اشخاص بعد هزيمة المحاولات ،، فالتربية هي عمل عظيم لا يتقنه إلا الأوفياء الصادقون المجدون ، الذين يغرسون الحب ،يزرعون الأمل ، يسهرون الليل ، يعطون دون حساب ، ويعلمون أن الحياة عطاء لا أخذ فقط وهي تبادل أدوار وترجمة مهمات ،، الآباء الصالحون يجنون عنبا والطامحون سيغرقهم الشوك ويؤلمهم وخز العليق،
التربية هي غرس محبة،، تعليم صالح،، سلام يثبت في النفوس،، هي استخدام أمين لمفردات الحب وكلمات اللطف لا العنف والدمار ،، هي القبول واحترام المختلف وعدم رفض الأنام .
الأسرة يا أحبتي هي ركيزة البناء ، وهي حجر الزاوية ، وهي معول البناء لا هدم القائم وقتل الفراشات،، هي غرس الزهر ونشر الخضرة لا حرق المسافات ،، هي الأمان والجمال في كل تطلع نحو الصباحات المشرقات،، كفانا عنفا وقهرا وقتلا ودماءنا تسيل مقابل منافع مهلكات ،،
نحن نرجو أن يأتي صباحا يبعث الحب شمسا وأشجار سلام باسقات ،، فلنقم على بناء مجتمعاتنا بغرس لقيم وأدوار من صنع الأمهات الصالحات ومن عجن يمزج الحب بزيت وسنابل من بيدر الأرض التي كانت ولا زالت تعطينا رغم جفاف القلوب وعصيان لا تحبذه السماوات .
لللأسرة البشرية أينما كانت وحيثما وجدت سلام وحب وعطاء يتكاثر ودوما نصلي من أجل ان ينعم العالم بخير ودفء اللحظات ....