مع عودة المقاهي والمطاعم لتقديم الأرجيلة منذ منتصف الشهر الحالي دبت الحياة بشكل ملحوظ في عمان، وبت تشعر تدريجيا ان الدنيا تعود لطبيعتها في الأردن.
ما يحدث فرصة للأردن لتعظيم الفائدة، وإنعاش الاقتصاد بفتح البلاد امام السياحة هذا الصيف، باعتبار الأردن وجهة سياحية آمنة.
أحسنت هيئة تنشيط السياحة بإطلاق حملة في دول الخليج تحت شعار «تنفس»، فالأردن وجهة وصول سهلة للسياحة الخليجية الآن، فكل ما هو مطلوب منهم ان يكونوا قد تلقوا لقاح كورونا.
الأردن بلد آمن استطاع ان يحتوي مخاطر كورونا، فالإصابات في الاسابيع الماضية لم تتجاوز 500 اصابة، والفحوصات الايجابية تقل عن 5 %، وتجاوزنا في اعطاء اللقاح لما يزيد على 2 مليون شخص، والمطلوب خطاب راشد من الحكومة وخاصة وزارة الصحة لا يهدد بالإغلاقات، ولا يثير الفزع بين الناس، وبين من يفكرون في زيارة الأردن من المغتربين والسياح.
في بداية الشهر المقبل ستقلص الحكومة ساعات الحظر لتبدأ من الساعة 12 للمؤسسات والمنشآت، والساعة الواحدة بعد منتصف الليل للأفراد، ولو كنت مكان الحكومة لعجلت بهذه الاجراءات فورا حتى لا نخسر السياحة وموسم الصيف، ولو كنت مكانها لألغيت كل تدابير حظر التنقل فما عاد مجدياً ومفهوماً ومبرراً.
يملك الأردن فرصة ذهبية لتعويض بعض الخسائر الاقتصادية بالاعتماد على السياحة، فهو وجهة متاحة دون قيود، فالكثير من الوجهات والدول مغلقة امام السياح في الخليج وخاصة اوروبا حتى الآن، ومصر لا تتوفر معلومات كثيرة عن واقع جائحة كورونا وتدابير السلامة فيها، وتركيا لم تزل تفرض قيودا واسعة، فالمطاعم والمقاهي لم تفتح مثلا، ولبنان لا يحسد على الازمات السياسية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها.
إذن مرة اخرى نحن وجهة آمنة يستطيع المغترب والسائح ان يمارس حياته دون قيود، وبذات الوقت كل تدابير السلامة مضمونة ومتوفرة، وهذه هي الرسالة التي يجب ان ننقلها للعالم، وليس التهديد والوعيد بالتراجع عن فتح القطاعات، ووقف تقديم الأرجيلة، وعلى هيئة تنشيط السياحة ان تبادر لإعداد فيلم ترويجي جذاب وخلاق يظهر ويصور كيف تعج الحياة في فنادق البحر الميت والعقبة ووادي رم والبتراء، ويسلط الضوء على حركة الناس وحياتهم بالمقاهي والاسواق حتى يتوقف الرعب، ويأتي الناس للبلاد مبتهجين مطمئنين.
في رسالتنا للعالم يجب القول بثقة ان كل من يعملون في قطاع السياحة تلقوا مطعوم كورونا، ولا تسجل اصابات في الفنادق والمطاعم، وكل ما تريده ستجده في الأردن دون ان تتعرض حياتك للخطر.
وزير السياحة نايف الفايز مطالب بان يخوض المعركة في مجلس الوزراء حتى نحافظ على صورة الأردن معافى ناهضا يفتح ذراعيه للحياة بعد ان اقتربنا من عامين من المعاناة مع فيروس كورونا وتداعياته.