اخيراً شاهدنا الدبابات العربية
حسان علي عبندة
أكثر من أربعين عاماً والعربي مشتاق لرؤية دبابة عربية تعبر الحدود وتشعل حرب التحرير العربية المنتظرة، تحرير القدس من المحتلين القساة، أخيراً شاهدنا الدبابات المصرية والتونسية والليبية والسورية واليمنية تتقدم، إلى أين ؟ الجبهة من هناك، الطريق إلى فلسطين ليست من هنا، ماذا يحدث؟ .
وآأسفاه ... وآغربتاه ... وآمصيبتاه ... أتقصفون درعا ومصراته والقاهره وأبين وبريقا ؟ تلك هي حربكم التي وعدتونا بها عشرات السنين؟ تلك هي كذبة تحرير الأقصى؟ بعد كل هذه السنين تحركون دباباتكم ضد هذا المواطن العربي المسكين الجائع الفقير المريض المسحوق المنهك المغترب الخانع لقهركم الراضي بذلكم الصامت على ظلمكم ...
وآأسفاه ... رضي ذاك العربي بالظلم والقهر والحرمان وطالب بالحرية فثارت ثائرتكم وحل سخطكم وصببتم جام غضبكم عليه، فقط الحرية ، حرية أن يصرخ من ألم الظلم والجوع، حتى هذا غير مسموح للعربي؟ عليه المعاناة بصمت والموت بصمت أو تطأه الدبابة والبسطار.
حين قصفت إسرائيل غزة ونثرت دماء الأطفال وشاهدنا جثث الشهداء، ظننا أن هذه هي قمة الوحشية والظلم، وبعد أن شاهدنا الدماء العربية تذكرنا من قال "وظلم ذوي القربى ..." وبتنا نعلم أن الوحوش تسكن بيننا ولا نراها وأن القمة في الوحشية هي حصرية للعرب.
قديماً كان الزعيم يسمى الإله، الويل والثبور لمن يجرؤ على التفكير في نقده، واليوم بتنا نعرف أكثر من أي وقت مضى أن من يرسل الدبابة لمواطنه قد قرأ كتب الأساطير بتمعن حتى بات مقتنعاً أنه امتداد طبيعي لزويوس واكيوبيد وباخوس.
Hassan_abanda@yahoo.com