إبراهيم القعير - لم يتوقع أي حاكم عربي حدوث أي ثورة من قبل الشعب وكانوا في سبات . لذلك لم تبدأ ثورات الربيع العربي في يوم واحد أو أسبوع واحد ولكن بدأ الحراك من تونس التي لم يكن احد يتوقع أنها تثور. وأشعلها بوعزيزية. ولا زالت الشعوب تعاني من الجمود السياسي وحكم العسكر.
كشفت الثورات مدى الاستبداد والظلم والقهر الذي تعيشه الشعوب . وما يسمى بالدولة العميقة التي كانت غير مكشوفة ودور العسكر في الحياة السياسية والمدنية. وظهر على الملأ أعداء الأمة العربية والإسلامية والحرية والوحدة . وأسقطت الثورات رؤوس كبيرة لم يتوقع احد سقوطها. وتفاجئوا بالفراغ السياسية عند سقوط النظام . ولكن جميع أدوات الثورة وأسبابها لازالت موجودة وزاد بعضها وازداد وعي الفرد وفطنته وطرحت أدوات جديدة لم تستغل سابقا. منها التكنولوجيا الحديثة التي عجز عن حجبها من هم ضد الثورات.
من يفكر أو يظن أن حراك الشعوب قد انتهى هو أصم وأبكم . لان أسباب الثورة موجودة وتفرض نفسها وبقوة أمامهم فازدياد نسبة الفقر والبطالة وغياب العدالة هي محركات الشعوب الذين اكتسبوا خبرات مما حصل في الثورات السابقة .
لم يعد خطاب قادة الشعوب كما في السابق ولم تعد الجماهير كما كانت عليه قبل الثورات . واستطاعت الشعوب الحصول على معلومات كثيرة ومتميزة عن الدول العسكرية والأمنية والمرتزقة كما في اليمن وليبيا ....وطرح أمامهم العديد من الحلول لهذه صعوبات. انكشف أمر وأهداف كثير من أبناء العمومة أو القادة ودورهم في تقسيم الشعوب وتجويعهم وتجهيلهم حتى تستمر فترة حكمهم أقصى ما يمكن .وانكشفت مرجعياتهم وسارعوا في رمي دولهم في أحضان الأعداء. والتركيز على إحباط الشعوب وإذلالهم في السجون والتعذيب والقهر.
رغم تدخِل الدول الغربية المستعمرة للقضاء على أمال الشعوب في التحرر من الظلم والاستبداد والحفاظ على مكتسباتها الاقتصادية . أثبتت الشعوب أنها لازالت تأمل بالتحرر والخلاص من الطغاة . لذلك ما زال الحراك في لبنان وفلسطين والسودان والعراق .... قائما. والآمال كبيرة.