بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني - للأردن مواقف مشرفة في الوطن العربي فهي تحاول دائماً الإصلاح بين الدول وتنبذ الإرهاب، في أي مكان في العالم، ولا يخفى على احد تعرض الأردن لعمليات إرهابية في السنوات الماضية، كان لها دوراً كبيراً في الوقوف ضد الإرهاب والإرهابيين ومحاربته بكل الوسائل والطرق، وأيضاً وقوف الأردن ضد صفقة القرن الفاشلة، وإستراتيجية الهاشميين تجاه القدس الشريف عاصمة لفلسطين الأبدية والوصاية الهاشمية عليها.
القمة العربية الثلاثية التي انعقدت مؤخراً بين الأردن والعراق ومصر، حملت في طياتها إنفراجات كبيرة، وحلحلة لأمور عالقة، فزيارة الرئيس المصري للعراق منذ سنوات طويلة لم تكن قد حصلت، والاتفاق بين القادة على تحفيز الاقتصاد الراكد بسبب فايروس كورونا كان له اهتمام مباشر، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب الذي عانى ويعاني منه العراق والأردن وغيره من الدول العربية.
الأردن هذه الفترة يحاول مسك العصى من الوسط، يريد إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع الشقيقة سوريا، ويريد التقرب إلى إيران، نظراً لوجود رئيس إيراني جديد، وتقوية العلاقات مع دول الجوار، وهذا الأمر سيجعل الكيان الصهيوني في عزلة، بعدما تغنى في التطبيع الفاشل مع دول عربية لم تحقق الطموح الذي كان يسعى له، فحرب غزة الأخيرة كان لها ما كان من تغير قواعد الاشتباك، ودور الأردن في رفض هذه الجولة من القتال، واستعمال أوراق الضغط على هذا الكيان الغاصب، وهو ما نادى به الأردن من زمن بعيد وهو حل الدولتين والقدس عاصمة فلسطين.
الشعب الأردني يرفض الإرهاب بكافة طرقه ووسائله، وتحديداً إرهاب الدولة التي يتبعه الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل، والدور الأردني كبير في دعم الشعب الفلسطيني، وخصوصاً بإرسال مستشفى متنقل إلى فلسطين وتحديداً غزة.
في المستقبل القريب باعتقادي بان الأردن سيغير سياسته الخارجية إلى الأفضل وخصوصاً مع دول إقليمية مهمة، فبدأ الأردن يلمح إلى تسمية سفير أردني في إيران بعد انقطاع دام لسنوات، وهذا ما يتجه له الأردن هذه الفترة تحديداً، فالإستراتيجية الأردنية تجاه الدول العربية والإقليمية باتت واضحة، ودول المحور بدأت تتأقلم مع السياسية الأردنية الخارجية.