زاد الاردن الاخباري -
إبراهيم قبيلات...التقارب الأردني السوري لا تخطئه العين. هناك متغيرات، ويبدو أنها جادة.
فإلى أين يريد صانع القرار الأردني أن يصل؟
لو كانت الصورة الكلية للمنطقة واضحة لكان بالإمكان قراءة ما يجري، لكن الصورة مجزأة إلى ألف قطعة، وكل منها يحمل سببه الخاص في هذا التقارب.
لم تبدو عمان اليوم مهرولة نحو دمشق؟. هرولة بحذر، ما علينا الانتباه إليه ان حلفاء الأردن يرفضون هذا التقارب، فما الذي يريده الأردن من كل ذلك؟.
لا شيء مجاني في السياسة، دمشق تريد من عمان الكثير، وعمان أيضا. لكن قبل الخوض في الملف علينا السؤال عن جدية الخطوات.
في الأوضاع الطبيعية تشتبك العلاقة الأردنية السورية بالكثير من سوء الفهم، فكيف هي الأحوال ونحن نتحدث عن حال لا يكاد فيه الحكيم يرى ما يجري.
لا يكف النظام السوري عن وسم سياسة عمان بكل وصف يوتر العلاقات. لكن عمان دأبت على عدم الفصل في قضاياها الخارجية الى حد يمكنك القول ان معظم الملفات الخارجية مفتوحة عن آخرها، بتوتراتها وتحالفاتها أيضا.
يمكن استيعاب ما الذي تريده دمشق من عمان، لكن ما الذي تريده عمان من دمشق هذه الأيام هو الاصعب؟ وهل ما يجري اننا نصنع مداخل وابوابا لفتح الطريق لدمشق للولوج عبر الأرض الأردنية الى الجامعة العربية؟ ربما. وربما لا. ربما ان عمان تؤيد فتح الملف السوري بصفته ورقة يمكنها التفاوض عليه. ربما. وربما لا.
علينا الانتباه ان الطريق نحو دمشق جرى التمهيد له أردنيا بالحديث عن فتح السياحة الدينية في الأردن للإيرانيين.
الإيرانيون في دمشق الأموية باتوا أصحاب الكلمة، وارضاؤهم مدخل لإرضاء القصر الجمهوري، أو متطلب إجباري له. إذا، مجددا ما الذي يجري؟.
وهل يمكن ان نطرح افتراضا بأن حلفاء الأردن الاستراتيجيين هم من فرشوا له العتبات من أجل قرع باب دمشق؟ مرة أخرى ربما. وربما لا.
الواضح الوحيد اليوم ان طريق عمان – دمشق ممهد لشيء ما. وهذا يعني ان اللقاءات الثنائية لا بد وأنها جارية على قدم وساق.
وأسئلة أخرى كثيرة تبقى معلقة برسم إجابة المستقبل القريب؛ في المنطقة، وفي الاقليم، وفي العالم.
فالوجود الروسي مؤثر جدا في قرارات دمشق، والروس يتعاملون مع الأردن بإيجابية عالية، برغم كل شيء، نعم برغم كل هذه القوات الأمريكية المتكدسة في الأردن، وحتى برغم العلاقة الخاصة مع بريطانيا.
وبرغم أن بين الروس والانجليز ما صنع الحداد، إلا أنهم، أي الروس، غضوا الطرف عن التسهيلات الأردنية للقوات البريطانية، خصوصا قبل اسبوعين، عندما أجرت القوات البريطانية مناورة وإنزال وهمي في الاراضي السورية، بتسهيلات ومشاركة أردنية، وهو ما استدعى أن يقوم الاسطول الروسي بإجراء مناورة في المتوسط، وتوجيه التحذير لبريطانيا، دون التطرق لدورنا في المناورة البريطانية.
الأمر المؤكد الوحيد هذه الأيام، أن جميع القوى الدولية والاقليمية تُعيد تموضعها، وذلك في إثر إعادة التموضع الأمريكي، ولا بد أن لهذه الحالة ما يتبعها من تفاصيل كثيرة في المنطقة، لن تقف عند العلاقات الأردنية السورية فقط.