زاد الاردن الاخباري -
معطيات جديدة تفاقم الضبابية حول اغتيال رئيس هايتي، وقد تنسف ما يجري تداوله حول الحادثة، بل قد تزلزل الأرض في أفقر دول الأمريكيتين.
وإلى جانب الأسئلة التي لا مفر منها حول الطرف أو الأطراف التي أمرت بالاغتيال ودافعه، فإن مسار الهجوم نفسه يثير عاصفة من الاستفهامات، في ظل ما وصفته صحيفة "لا ليبراسيون" الفرنسية بأنه "سلبية لافتة" لحرس الرئيس جوفينيل مويز.
بدا من اللافت في كل ذلك الكم المتدفق من المعطيات، أن هناك حلقة مفقودة في كل ما يحصل، إذ أنه في الوقت الذي كان فيه جسد مويز يتمزق تحت وابل الرصاص، يطرح سؤال: أين كان حرسه الشخصي؟
وفي حال تم التسليم بعدم تكافؤ موازين القوى بين القتلة المفترضين، باعتبارهم وحدة كوماندوز مكونة من 28 شخصا كما تقول شرطة هايتي، فلماذا لم تحدث أي مواجهات بين الجانبين؟ هل سلموا الرئيس إلى قتلته أم أنهم أصلا متواطئون أم أنهم هم القتلة أنفسهم؟، وحتى في حال حدوث تبادل لإطلاق النار، فلماذا لم تسجل أي إصابة بصفوف الحرس؟
فرضيات يدعمها تساؤل رئيس مكتب المدعي العام في بورت أو برنس عاصمة هايتي، الذي طلب الاستماع إلى مفوض الفرقة المنسق لأمن مويز ورئيس وحدة الأمن العام في القصر الرئاسي.
وقال رئيس المكتب، في تصريحات نقلها إعلام فرنسي: "لم أر ضابط شرطة وحاد سقط في الحادث، لا أحد سوى الرئيس وزوجته. إذا كنت مسؤولا عن أمن الرئيس فأين كنت؟ وماذا فعلت لتجنب ما حدث؟".
حرسه قتلته؟
موقع "العربية" نقل عن صحيفة كولومبية قولها إن الحرس الخاص لمويز هم من قتله بعد تعذيبه داخل غرفة نومه وليسوا "المرتزقة" الكولومبيين.
الصحيفة ذكرت – وفق المصدر نفسه- أنها جمعت "أدلة دامغة وموثقة" تؤكد أن الكولومبيين هم فريق أمني تعاقدت معه حكومة هايتي للإشراف على الأمن في بعض مناطق العاصمة للتصدي لعصابات الخطف والسرقة.
وقبل ساعات، قالت السلطات في هايتي إن وحدة الكوماندوز المدججة بالسلاح التي اغتالت رئيس البلاد جوفينيل مويز تضم 26 من كولومبيا وأمريكيين اثنين من أصل هايتي.
وقُتل مويز البالغ من العمر 53 عاما رميا بالرصاص في منزله في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء الماضي على يد من وصفهم المسؤولون بأنهم مجموعة من القتلة الأجانب المدربين.
وخلال مؤتمر صحفي، عرض قائد الشرطة تشارلز ليون 17 رجلا وعددا من جوازات السفر الكولومبية والبنادق والأسلحة البيضاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي، معلنا القبض على 15 كولومبيا والأمريكيين، بينما قُتل ثلاثة مهاجمين ولا يزال ثمانية هاربين.
وبحسب ما نقل موقع "العربية" عن صحيفة "التيمبو" الكولومبية (يومية)، فإن الفريق الأمني وصل إلى هايتي قبل شهر، ويتكون من 26 كولومبيا، منهم 6 عسكريين متقاعدين، مع أمريكيين من أصل هايتيني، هما جايمس سولاجيس (35 عاما)، وهو مسؤول سابق عن أمن السفارة الكندية بهايتي، وناشط حاليا مع جمعية خيرية بولاية فلوريدا.
أما الثاني، فهو جوزيف فانسون (55 عاما)، ولا تتوفر عنه معلومات أكثر.
وإجمالا، ترى الصحيفة، استنادا إلى معطياتها، أن ما حدث هو أن الفريق الكولومبي ذهب إلى منزل الرئيس عقب بلاغ من الشرطة يعلمهم بإطلاق نار في منزل الرئيس.
وبالطبع، توجه الفريق إلى منزل مويز فوصل بين الساعة 2.30 إلى 2.40 فجر الأربعاء، أي بعد ساعة ونصف الساعة تقريبا من الوقت الذي تم فيه اغتيال مويز.
معطيات يؤكدها فيديو وصول الفريق الذي التقطته كاميرا للمراقبة، ما يطرح فرضية أن يكون وقع في فخ منصوب له، لكن السؤال يظل: من نصب الفخ؟
المصدر نفسه، اعتبر أن ما أوردته الصحيفة استنادا إلى معلومات زودها بها صحفي محلي ملم بالتحقيقات، تتطابق مع قاله سيناتور معارض، أمس الجمعة، في تصريحات متلفزة، من أن "الرئيس قتله أعوانه الأمنيون، وليس الكولومبيون، إنهم متعاقدون مع الحكومة".
وما بين طرح السلطات وفرضيات الصحيفة، وقراءات المتابعين، تحتفظ قضية اغتيال رئيس هايتي بسقف عال من الغموض، حتى أن البعض يعتبرها "لغزا" ستفصح الأيام المقبلة عن مفاجآت بشأنه.