زاد الاردن الاخباري -
إربد - خاص - للسنة الثانية على التوالي يشهد الملف الثقافي بمحافظة إربد، موقع مكانك سرْ، ويعيش حالة من النجاح في الفشل، نتيجة الإرباك في التخطيط، وغياب العقلية المؤسساتية والثقافة التنظيمية من ناحية، وتأسيس كثيراً من الهيئات الثقافية، إذ بلغ عددها مؤخراً مائة وأربعون هيئة رغبة من الكثير من المتقدمين لتأسيسها بالزعامة وبريق الإعلام والوجاهة الثقافية الزائفة، وتحقيق المكتسبات من ناحية أخرى، حتى بات الملف الثقافي في إربد رهينة التطلع الشخصي ما أفقده تدريجيا محتواه التنظيمي وأفقد قدرته على الرسوخ والتأثير والتحرك بأفق استراتيجي وطني، بعدما لم يعد يضع مصلحة المجتمع المحلي والهوية الثقافية للمحافظة والثقافة الوطنية والمواطن المبدع سقفا له،حتى غدت الطاقات الشبابية من اليافعين و الفنانين والمبدعين، خلف جدران المؤسسة رقما غير محسوب، وحيث تختزل الأشياء الى رؤية متعجرفة للمصالح الذاتية التي لا تنظر خارج عدسات الأنا التي تقود الهرم.
لقد أسهمت الشخصنة وغياب الرؤية المؤسساتية كثيرا في شل الملف الثقافي إلى أن توقف عن العطاء تماماً، و بانتظار أن يحسم الرؤوس صراعاتهم وفق الأطر القانونية والتنظيمية ووفق قيم الجدارة والإستحقاق أو أن يأتي رأس جديد يفهم أنه ليس المؤسسة، والمؤسسة ليست هو، انه مجرد اكبر موظف فيها، ولن يكون أبدا آخر أكبر موظف فيها.
ولعل غياب الثقافة التنظيمية التي تتمثل بالقيم و التي تحكم السلوك أبرز التحديات التي يواجهها الملف الثقافي، فعندما يغيب التنسيق والثقافة المشتركة، يصبح من الصعب تحقيق مبدأ العمل بروح الفريق، وإيصال الرسالة الثقافية الوطنية، وهذا يقود إلى الفوضوية و التشتت والشللية والصراعات، والمسؤولية بالتأكيد هى مسؤولية الإدارات أو الرؤساء الذين يتواجدون فى المستوى الأول من الهرم التنظيمي. أخيراً محافظة إربد مقبلة على احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية مطلع العام 2022 بعدما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) مؤخراً ولا بد من العمل بإتجاه إنشاء فرقة إربد الوطنية للمسرح وتأسيس أندية الطفل الثقافية في الألوية، وتوثيق الإرث الموسيقي والغنائي الخاص بمدينة إربد، علاوة على توثيق الإرث السينمائي، وتهيئة البيوت الثقافية التراثية، بناءاً على تفعيل مبدأ ثقافة المواطنة و المواطنة القانوني و تطبيق جميع القرارات والأعمال وتقييدها بالنصوص القانونية، وإصلاح الملف الثقافي بصورة عميقة بعيداً عن الشكليات من الأسس التي تضمن تحقيق الإصلاح و التطوير وتحقيق الرضا العام وتعظيم الموارد وتفعيل الاختصاصات وتحقيق التطور والتقدم وإنجاح احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية2022.