زاد الاردن الاخباري -
تعتبر الالتهابات بشكل عام هي الاستجابة الوقائية الطبيعية التي يقوم بها جسم الإنسان ضد الأوبئة والأمراض أو أي فيروس أو عدوى تدخل إلى جسم الإنسان، وهو رد فعل صادر عن الجهاز المناعي في الجسم.
وتتصدر أخبار المكملات الغذائية العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام، خلال وباء فيروس (كورونا) المستجد، خصوصا تلك المكملات المعززة لمناعة جسم الإنسان، مثل فيتامين (د) الذي يسبب نقصه أعراضا خطيرة جدا على الجهاز المناعي، حيث تعمل بعض الفيتامينات كمعزز لجهاز المناعة، لكن ما هو أفضل مكمل طبيعي يمكن أن يدعم جهاز المناعة؟ سؤال حاول الكثيرون الإجابة عنه في الأشهر الأخيرة، وفق (سبوتنيك بالعربي).
و بالرغم من أن كلمة "التهاب" تخيف الكثيرين، إلا أنها لا تعتبر مؤشرا سلبيا، بل يشير وجود الالتهاب إلى انفعال الجسم ومحاربته للفيروسات أو لأي عرض خارجي أو داخلي يصيبه.
ويعتبر الالتهاب سلسلة من التفاعلات النسيجية والدفاعية والتي يقوم بها جسم الكائن الحي ضد أي مؤثر خارجي، التي تقود لحدوث تغيرات في الأنسجة والأوعية الدموية بدرجة من الشدة لا تصل إلى حدوث موت للخلايا، ويعتبر (الالتهاب)، ضرورة لبقاء الكائن الحي، حيث تخوض كريات الدم البيضاء قتالاً عنيفا في سبيل حمايتنا من العوامل الإنتانية بمختلف أشكالها وأسبابها.
و تشير جميع الأدوية أو المكملات الغذائية إلى مصطلح (محاربة الالتهاب) لتشير إلى أن هذا الدواء المقدم من شأنه أن يدعم الجسم لإنهاء حالة الالتهاب، أي تخطي الحالة المرضية من خلال دعم جهاز المناعة في الجسم.
و قالت الخبيرة المتخصصة في مجال التغذية والمسجلة في عدد من المؤسسات الطبية المختصة، تريستا بيست: "إن الجسم عندما يُترك في حالة التهاب، أي في حالة الاستجابة المناعية، فإنه يبدأ في فقدان الاستجابة المناسبة للمنبهات، مما يؤدي إلى مزيد من الالتهاب".
و أضافت الخبيرة" إذا سمح لهذا الالتهاب بالاستمرار لفترة طويلة فإنه يؤدي إلى أمراض حادة ومزمنة وضعف وظائف المناعة وانخفاض عام في نوعية الحياة، وفي هذه المرحلة يلعب نبات الكركم، الذي يعد جزءًا من عائلة الزنجبيل، دورا جوهريا في دعم الجسم وتعزيز جهاز المناعة".
وبيّن المقال أن الكركم يستخدم بشكل أساسي في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، حيث يحتوي على مركبات تسمى "الكركمينويدات" المعروف باحتوائها على بعض الميزات القوية والفريدة جدا.
وبحسب بيست، يمتص جسم الإنسان الكركم بسهولة أكبر، خصوصا أنه يمكن أن يستخدم كتوابل بكل بساطة، وتتابع: "تم استخدام هذه المركبات لأغراضها الطبية لعدة قرون للمساعدة في الوقاية من كل الأمراض، من سكر في الدم إلى الالتهابات".
و أكدت على أن الكركم هو مضاد طبيعي للالتهابات، ويمكن أن يساعد في تحسين صحة المفاصل ومشاكل الجهاز الهضمي بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأمراض.
و قالت خبيرة التغذية المعتمدة غريس كلارك هيبس: "إن "خصائص الكركمين المضادة للالتهابات تتأثر بشدة بكونها من مضادات الأكسدة الفعالة، و الكركومين هو صباغ طبيعي يعطي الكركم المعروف لونه الأصفر البرتقالي أو الذهبي، وهو من المكونات الأساسية في الكركم وهو عبارة عن مركب ثنائي أريل الهبتانويد.
و قالت هيبس: "إن الركوكومين يؤثر بشدة على الالتهابات بسبب خصائصه القوية والفعالة كمضاد للأسدة، و تساعد مضادات الأكسدة في تحييد الجذور الحرة الضارة التي تتشكل استجابةً لعوامل بيئية مثل تلوث الهواء والإشعاع من الشمس، وعندما تُترك هذه الجذور الحرة دون علاج، تسبب التهابات في جميع أنحاء الجسم وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة الأخرى".
و أشارت إلى أن عملية استخدام هذا المركب (الكركمين) قد خضعت لأبحاث مكثفة حيث أثبت قدرته على المساعدة في الحماية من مجموعة متنوعة من الأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان ومرض ألزهايمر والربو ومرض السكري من الفئة الثانية.
و الكركم بمثابة مسكن آلام ومحارب للأورام، حيث نوه المقال إلى أن دراسات سابقة أكدت صحة ادعاءات الخبراء، حيث وجدت دراسة علمية أجريت عام 2014 أن مكملات الكركمين تثبط الالتهاب لدى مرضى الأورام.
و وجدت دراسة أخرى أجريت في عام 2019، أن تناول مكمل غذائي من خلاصة (الكركم) ثلاث مرات في اليوم خفف من أعراض التهاب المفاصل لدى 94% من المرضى الذين تم إجراء التجارب عليهم، و كان في الواقع بنفس فعالية تناول مسكنات الألم التقليدية.
و لفت المقال إلى أن فوائد الكركم تتواجد في الكركم الأخضر، حيث لا توفر المساحيق نفس الفعالية وتفقد الكثير من خصائصها، حيث حذر من تناول الكركم على شكل كبسولات (حبوب) خصوصا إذا كان الإنسان يعاني من مرض الاضطرابات الهضمية أو لديه حساسية من "الغلوتين"، حيث تحتوي بعض المكملات الغذائية المنخفضة الجودة على "الغلوتين" أو "الدابوق" والذي يسبب العديد من الأضرار لجسم الإنسان.