في حضنها الامان في صدرها الحنان
في قلبها الايمان في كفها الاحسان
أمي . رعاها الله
كلمات رقيقة صافية تعبر عما في نقاء الطفولة تجاه الأم رمز الحنان ،و المعين الذي لا ينضب للحب و التضحية.....
هذه الكلمات انسابت من قلب و روح و وجدان شاعر الاقصى رحمه الله عام 1969 ضمن باقة شعرية موجهة للأطفال جمعها في اناشيد و اغاريد للجيل المسلم و هي الاصدار الاول في سلسلة مع الجيل المسلم ...و قد قدم رحمه الله لهذا الديوان بهذا الاهداء:
\" * الى براعم عمري ...من ابنائي و بناتي
• و براعم الاسلام في رياض براعم الاقصى فكلهم اثير عندي.....حبيب الى نفسي..ضارعا الى الله ان يتفتحوا جميعا على النور ...و ان ينبتهم الله نباتا حسنا في طهر و صفاء و يقين!
ابو جهاد
الذي لم يخطر ببال ابي الحبيب حينها أن واحدة من هذه القصائد ستنسب يوما ما لانسان آخر لا علاقة له بها من قريب او بعيد، و هذا ما حدث فعلا عام 2005 عندما اختطفت هذه القصيدة نهارًا جهارا لتنسب الى غيره. و ليست هذه هي المصيبة الوحيدة ...بل الطامة الكبرى ان المسؤول عن هذا الخطأ الفادح هي ادارة المناهج في وزارة التربية و التعليم الاردنية(و التي يفترض بها الدقة و الامانة في كل ما تقدمه لأبنائنا الطلبة في الكتب المدرسية التي يدرسونها).
في كتاب اللغة العربية للصف الرابع الاساسي المخصص للفصل الدراسي الاول نقرأ في ص 18 قصيدة امي لشاعر الجيل المسلم يوسف العظم و لكن منسوبة الى شخص يدعى( احمد علي الخياط). لا يعنيني ان أسأل من هو احمد علي الخياط...و اعتذر ان كنت لا اعرفه حقا...لكنني سأقول لادارة المناهج من هو يوسف العظم رحمه و الله و الذي اعرفه حق المعرفة.
لمن لا يعرفه و لمن يهمه الامر
*يوسف العظم شاعر اردني و ليس من دول امريكا اللاتينية
*شاعر معاصر و ليس من شعراء الجاهلية او العصر الاموي او شعراء الاندلس
*شاعر ناطق بالعربية لا بسواها
*شاعق عشق كل ارض تحمل بفخر فوق ترابها مؤمن عزيز منتم لدينه و امته
* شاعر عشق الاردن و فلسطين فكان جزء منه يشده لأردنه الحبيب الذي ولد فيه و انتمى له هو و أجداده...و جزء آخر يشده بحنين و الم الى قبلة المسلمين الاولى..الى المسجد الاقصى الاسير...فهو و كما كان يقول عن نفسه: انا اردني الانتماء مقدسي الهوى
*عاش مؤمنا بضرورة تربية الطفل ابتداء من مرحلة رياض الاطفال تربية ايمانية تؤهل ابناء اليوم ليكونوا قادة للغد و ليكونوا من يغير وجه التاريخ...بالعزة و النصر...
أن يرحل ابي العزيز عنا من دار الفناء الى دار البقاء ..هذا أمر بيد الله عز و جل و لا نملك الا أن نحمد الله تعالى في كل حال و حين ...أما أن ينتزع أحدهم قصيدة خطها بقلمه و نبضه و دمعه فهذا ما لا نطيقه و لا نحتمله ..و لن نسكت عليه بحال من الاحوال.
الى ادارة المناهج بوزارة التربية و التعليم الاردنية ختاما :
يا من تقدمون العالم اليوم الى ابنائنا الطلبة ، لتقدمونهم غدا الى العالم بناة مصلحين....
عندما قامت احدى شقيقاتي بمراجعتكم قبل ما يزيد على عامين محتجة و عاتبة على مثل هذا الخطأ ...وعدتموها حينها خيرا .. لكننا و للآن ما رأينا من هذا الخير شيئا...
لا زالت قصيدة ابي مختطفة في كتاب الرابع الاساسي و لا زال ابناؤنا في ذلك الصف( و منهم ابنتي للاسف ) يلقونها و هم يقولون ( قصيدة امي للشاعر احمد علي الخياط) و لا زلنا اسرة و احبة الشاعر يوسف العظم رحمه الله نزداد حسرة و الما و كثيرا ما خطر ببالنا ان لو حصل هذا الخطأ على بقعة اخرى في هذا العالم الفسيح..ما الذي كان سيحصل و كيف كان سيعالج ، لكننا لا نلبث و الحمد لله ان نستعيذ بالله من شياطين الاوهام...لنعود الى وزارة التربية و التعليم الاردنية بطلب عودة الحق الى صاحبه و تصحيح الخطأ الذي صدر عن مناهجكم بحق الشاعر والمفكر الاردني يوسف العظم
و لكم كل الشكر ..أو لنا الحق كل الحق في اتخاذ الاجراء الذي نراه مناسبا
آفاق يوسف العظم
Afaq.ola@hotmail.com