بعد أن تطورت أمور السهرات والتعاليل لأبناء الحي الشمالي ، وبعد أن كانت مقتصرة على رجال الحي أصبحت تشمل النساء وذلك من باب الستيرة منهن ، والخلاص من كلامهن الزائد والتعليق على سهرات الرجال وتأخرهم لآخر الليل، فأصبح يأتي الرجل برفقة زوجته للسهرة (فالرجال يسهرون مع بعض،والنساء مع النساء) ، وقد اتفق أبناء الحي بأن تكون السهرة كل آخر شهر عند واحد ... وكانت البداية عند أبو فلاح الرجل المتقاعد وصاحب صالون الحلاقة بالحي ... وبعد مضي النصف ساعة من السهرة ومع تقديم الشاي قام الصراخ عند النساء ففزع الرجال على الصوت لمعرفة السبب ، وإذ بإحدى الجارات تتعارك مع أم فلاح بالأيادي وتقول : مش حرام عليك بدك تقضي على جوزي بعده بأول عمره ... وبعد التحري والسؤال من الرجال عن سبب المشكلة تبين بأن كاس الشاي المُقدم لتلك الجارة (اللي قامت لقيامة ) فيه شرم بسيط من فوق (مخدوش) ، وكما هو متعارف عند بعض قليلات وقليلي العقل بأن من تشرب بكأس شاي فيه خدش يموت جوزها ( يعني بتترَمّل بكير ) وكذا الرجل إذا شرب بكأس شاي مشروم تموت زوجته ... المهم تم إلغاء السهرة مباشرة والعودة إلى البيوت (زلم ونسوان) من ورا تلك المعتقدات الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان ، واقتصرت بعدها الجلسات على قعود الرجال قبل المغرب أمام المنازل أو في صالون الحلاقة تبع أبو فلاح ...
من هنا نقول بأنه يوجد أناس عندهم هَوَسّ ومرض بتلك المعتقدات الباطلة والزائفة ويعتبرها دستور ، مثل المرأة التي كل أسبوع تقوم برش أربع أكياس ملح حول البيت ، بحجة أن البيت الذي يُرش حوله ملح لا يدخله الشياطين ( طيب شلون بدك تطردي الشياطين وما في حدا بالدار بصلي ركعة ودائماً أغاني المجوز شغالة بصوت عالي ، والله ملح بارود ما طردت الشياطين ) ... لعاد اللي بتعمل صرر زعفران بورق صغير وبتوزع كل صرة بغرفة ، بحجة عدم حدوث مشاكل زوجية بالغرفة اللي فيها صرر زعفران ... عدا عن حرق الشعير اليابس بساحة الدار ...
أبو فلاح لما نصح رجال الحي بعدم إحضار النساء للسهرات ما حدا رد عليه ، على قوله: شو بيدي على الزلم اللي مش ماينه على سهرة يسهرها لحاله أو كاس شاي يشربها بلا ست الحسن ...