زاد الاردن الاخباري -
حذّر قائد الجيش اللبناني الجمعة، من أن الوضع في البلاد آيل للتصعيد غداة اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة، فيما اعربت واشنطن عن قلقها وخشيتها من تدهور أمني في لبنان عقب هذا الاعتذار، ودعت الامم المتحدة للاسراع في تعيين رئيس وزراء جديد.
واعلن الحريري الخميس، اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة بعد نحو 9 أشهر من التكليف نتيجة خلافات مع الرئيس ميشال عون.
وقال قائد الجيش العماد عون وفق بيان رسمي: "يبدو أن الوضع يزداد سوءاً، والأمور آيلة إلى التصعيد، لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم".
وأضاف في البيان الذي نشره الجيش على موقعه الرسمي: "مسؤوليتنا كبيرة في هذه المرحلة، ومطلوب منّا المحافظة على أمن الوطن واستقراره ومنع حصول الفوضى".
واعرب العماد عون عن أمله بأن يكون ما تعيشه البلاد هذه الأيام "أزمة مرحلية ستجتازها بفضل عناصر الجيش".
وتشهد مناطق لبنانية عدة بين الحين والآخر احتجاجات شعبية غاضبة يتخللها قطع طرقات اعتراضا على الواقع المعيشي وتصاعد الأزمة الاقتصادية.
وعلى مدار نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/ آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتركزت الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه جماعة "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
ويقول مراقبون، إن الأوضاع في لبنان تتجه نحو الأسوأ سياسياً واقتصادياً، عقب إعلان الحريري الخميس اعتذاره عن تأليف الحكومة.
ويعاني لبنان منذ أواخر 2019، أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تدهور مالي ومعيشي، وشح في الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق.
احتجاجات عنيفة
والجمعة، أصيب 15 عسكرياً و4 متظاهرين بجروح جراء مواجهات اندلعت في منطقة "جبل محسن" شمالي لبنان على خلفية تردي الأوضاع المعيشية.
وأفاد الجيش اللبناني في بيان بإصابة 5 عسكريين بجروح جراء إلقاء شبان قنبلة يدوية باتجاهم في منطقة "جبل محسن"، كما أصيب 10 عناصر آخرين بجروح جراء تعرضهم للرشق بالحجارة من قبل عدد من المحتجين في المنطقة نفسها.
المواجهات اندلعت أثناء محاولة الجيش اللبناني فتح طريق مقطوع من قبل المحتجين.
وقام المحتجون برشق الحجارة باتجاه عناصر الجيش الذين استخدموا القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفرقة المتظاهرين، وفق الشهود.
فيما ذكرت وكالة الإعلام الرسمية في لبنان أن الاحتجاجات في "جبل محسن" اندلعت رفضا لتردي الوضع المعيشي وفقدان مادتي المازوت والبنزين، وكذلك الدواء والحليب.
وأشارت الوكالة إلى سقوط 4 جرحى في صفوف المتظاهرين أحدهم في حالة حرجة، فيما قام الجيش بتعزيز انتشاره في المنطقة التي تشهد توتراً.
وفي السياق ذاته، قطع العشرات من المحتجين طريقا رئيسا يربط العاصمة بيروت بجنوب البلاد لأكثر من ساعتين من الوقت قبل إعادة فتحه، ما تسبب بزحمة سير خانقة.
وتشهد مناطق لبنانية عدة بين الحين والآخر احتجاجات شعبية غاضبة يتخللها قطع طرقات اعتراضا على الواقع المعيشي وتصاعد الأزمة الاقتصادية.
ويقول مراقبون إن الأوضاع في البلاد تتجه نحو الأسوأ سياسياً واقتصادياً، عقب إعلان رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري الخميس اعتذاره عن تأليف الحكومة، بعد تعثر مهمته نتيجة خلافات مع رئيس البلاد ميشال عون حول التشكيلة الحكومية.
ويعاني لبنان منذ أواخر 2019 أزمة اقتصادية حادة أدت إلى تدهور مالي ومعيشي، وشح في الوقود والادوية وسلع أساسية أخرى، فضلا عن ارتفاع معدلات الفقر بشكل غير مسبوق.
تدهور أمني
في الغضون، حذرت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانا ستراول، من أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية في لبنان إلى تدهور أمني.
وأعربت ستراول وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، عن قلقها من مواجهة الجيش اللبناني للمتظاهرين في الشارع، مؤكدة أن المؤسسة العسكرية لا تزال تحظى بدعم غالبية اللبنانيين.
وشددت على أن الولايات المتحدة تركز على دعم الجيش اللبناني الذي يقوم بمهمة بالغة الأهمية، بسبب إخفاقات الحكومة اللبنانية في تقديم المساعدات الإنسانية لاسيما بعد انفجار المرفأ.
وأكدت أن البنتاغون يراقب الوضع عن كثب ويشجع قادة لبنان على "اتخاذ خطوات الآن لمنع اندلاع هذا النوع من العنف".
وأشارت، في المقابل، إلى الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها أفراد الجيش اللبناني، مؤكدة أن الولايات المتحدة تبحث عن كثب الخطوات التي يمكن اتخاذها لدعم الجيش اللبناني.
وفي سياق متصل، دعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا الجمعة، إلى تشكيل حكومة "قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة".
وعبر دائرة تليفزيونية مع الصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، نقل فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام عن المنسقة الأممية قولها انه "يجب اتخاذ إجراءات سريعة لضمان تعيين رئيس وزراء جديد (في لبنان)، بما يتماشى مع المتطلبات الدستورية، وتشكيل حكومة قادرة على إجراء الإصلاحات اللازمة لوضع لبنان على طريق الانتعاش قبل إجراء انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل".
وأضاف ان ورونيكا أعربت عن "أسفها العميق إزاء عدم قدرة قادة لبنان على التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة هي في أمس الحاجة إليها لمواجهة التحديات العديدة التي يواجهها البلد".