زاد الاردن الاخباري -
وصف المغرب الإثنين، الاتهامات الموجهة لاستخباراتها بالتجسس على هواتف صحافيين ومسؤولين في مؤسسات اعلامية فرنسية عبر شركة إسرائيلية، ووصفتها بانها "زور وبهتان".
وأظهر تحقيق نشرته الأحد 17 وسيلة اعلامية بينها صحف لوموند" وذي غارديان" و"واشنطن بوست" أنّ الاستخبارات المغربية استخدمت برنامجاً طوّرته شركة إسرائيليّة ويعرف باسم "بيغاسوس"، للتجسّس على 30 شخصاً، هم صحافيّون ومسؤولون في مؤسّسات إعلاميّة فرنسيّة.
البرنامج الخبيث الذي طورته شركة “إن.إس.او" الاسرائيلية، يتيح الوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى الاتصالات اذا اخترق الهاتف الذكي.
واعربت للحكومة المغربية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية الاثنين، عن "استغرابها الشديد، لقيام صحف أجنبية منضوية تحت ائتلاف يدعى - Forbidden stories- (قصص محرمة)، بنشر مواد إخبارية زائفة، بشكل متواتر ومنسق، منذ أمس الأحد".
وقالت ان تلك المواد الإخبارية تدعي "زورا وبهتانا، قيام المغرب باختراق أجهزة هواتف عدد من الشخصيات العامة الوطنية والأجنبية ومسؤولين في منظمات دولية، باستعمال إحدى البرمجيات المعلوماتية".
رفضت الحكومة المغربية "الادعاءات" ووصفتها بأنها "زائفة"، ولا ترتكز على أساس من الواقع.
واكدت أنه "لا يمكن، بقوة الدستور، الترخيص بالاطلاع على مضمون الاتصالات الشخصية أو نشرها، كلا أو بعضا، أو استعمالها ضد أي كان، إلا بأمر قضائي، صادر عن السلطة القضائية المستقلة، ووفق الشروط والكيفيات التي ينص عليها القانون، وأن الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون مقيدة بمقتضياته، ولا يمكنها التصرف خارج نطاقه".
وشدد البيان على انه "لم يسبق لحكومة المملكة المغربية أن اقتنت برمجيات معلوماتية لاختراق أجهزة الاتصال ولا للسلطات العمومية أن قامت بأعمال من هذا القبيل"، مشيرا الى أن "الائتلاف الصحفي، وفي جميع المواد الصحفية المنشورة من قبله، عجز إلى حد الآن أن يقدم أدلة أو قرائن تثبت ما ادعاه".
فرنسا: وقائع "خطيرة للغاية"
وفي تعليقها على التقارير حول التجسس على صحافيين من مواطنيها، نددت الحكومة الفرنسية الاثنين، بما قالت انها "وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية”.
وقال الناطق باسم الحكومة غابريال أتال في تصريحات لإذاعة محلية ان "من الخطير جداً أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحافيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام”.
وكان أتال اكد في وقت سابق الاثنين، أنه “سيكون هناك بالتأكيد تحقيقات وستطلب توضيحات"، مشيرا الى ان الصحافيين الذين يدعمون التحقيق “يصرون على حقيقة أن الدولة الفرنسية ليست جزءاً من هذا البرنامج”.
ونفت الشركة الإسرائيلية المطورة لبرنامج "بيغاسوس" اتهامات سابقة لها بالتجسس على نشطاء وسياسيين واعلاميين، مؤكدة استخدام برامجها فقط للحصول على معلومات لمحاربة شبكات إجرامية وإرهابية. إلا أن التحقيق الذي نشرته وسائل الاعلام الأحد يقوّض صدقية الشركة.
القائمة المستهدفة تضم أرقام ما لا يقل عن 180 صحافياً و600 سياسي و85 ناشطاً حقوقياً و65 رجل أعمال في أنحاء العالم، بينهم العديد من الصحافيين ومسؤولي وسائل إعلام فرنسية، وتحديداً من غرف تحرير صحيفة “لوموند” و”لوكانار أنشينيه” و”لوفيغارو” وكذلك من وكالة فرانس برس ومجموعة قنوات التلفزيون الفرنسي.
موقع ميديابارت يتقدم بشكوى
أعلن موقع ميديابارت الإخباري الاثنين، تقدّمه بشكوى أمام النيابة العامة في باريس، حتى يتسنّى للقضاء “إجراء تحقيق مستقل في هذا التجسس الواسع الذي أقدم عليه المغرب في فرنسا”.
ونشر الموقع “أرقام الهواتف النقالة لليناييغ بريدو وإدوي بلينيل (مؤسس مشارك للموقع) وردت ضمن قائمة من عشرة آلاف استهدفتها أجهزة الاستخبارات المغربية باستخدام برنامج تجسّس قدّمته الشركة الإسرائيلية”.
واعتبر ان “هذا الاعتداء على الحريات الأساسية الذي تقوده قوة أجنبية ضد صحيفة مستقلة، يتطلب رداً حازماً من السلطات الفرنسية بما يتجاوز الإدانة”.
ولفت الموقع إلى تزامن التجسس على الهواتف مع “قمع الصحافة المستقلة في المغرب” وتحديداً ضد الصحافي الاستقصائي عمر راضي، الذي يحاكم بتهمتي “المس بسلامة الدولة” والتخابر مع “عملاء دولة أجنبية”.
منظمة العفو الدولية أفادت في حزيران/يونيو من العام الماضي بأن السلطات المغربية استخدمت برنامج “بيغاسوس” لزرع برنامج خبيث في الهاتف الخلوي التابع لراضي.