زاد الاردن الاخباري -
لانا الظاهر - «بابا قال ما بحب دار عمو فؤاد» كلمات عفوية قالها الطفل ابراهيم امام «أبي فؤاد وزوجته «ما سبب حرجا ومشكلة كبيرة لوالده ووالدته.
وتقول أم ابراهيم: طفلي أحرجنا امام أصدقائنا وشعرت بالضيق الكثير, وارتبكنا, ولم اعرف سببا لإفشائه لأسرار البيت بشكل متكرر.
وتبين أنها حارت في عفوية طفلها, فأن لم يفش سرا فانه يخبر الاخرين بما دار من حوار بيني وبين زوجي, وعلى طريقة الروايات يستمتع بالتفاصيل الصغيرة وهو يحكيها.
وتشرح:حاولت بطريقة ما ان اخبره ان تفاصيل ما يحدث في المنزل, لا ينبغي نقلها او اخبارها للاخرين, ولم يدرك أنها أمر خاص يجب عدم إطلاع الآخرين عليه.
وتوضح سمعت عن الكثير من العلاقات انها مرشحة للإنهيار بسبب تفوه الصغير بكل ما يسمعه من أحداث.
ويقول أخصائي علم النفس الدكتور عاطف شواشرة:» ان الاطفال تحت عمر 11 سنة يحفظون كل شيء ويقولونه دون فهم رموز الحياة المجردة مثل السر ومفهوم السرية وغيرها التي لا وجود لها في حياتهم ولا يمكن إدراكها فهذه المفهاهيم غير ماثلة للعيان».
ويبين أن على الأهل عدم الاطلاع والافصاح عن المواضيع المهمة والكبيرة امام اطفالهم خوفا من لجوء الطفل إلى الكذب عند سؤاله عن الموضوع امامه لإرضاء الوالدين لتغيير الحقيقة او ان يتحدث بكل ما دار امامه.
ويشير إلى ان على الوالدين تعليم اطفالهم بهدوء وروية مدى خصوصية ما يدور في المنزل وأن هذه أمور خاصة لا يجب ان يطلع عليها أحد حتى الاقرباء والاصدقاء ومع مرور الوقت سيدرك الطفل معنى خصوصية المنزل.
مبينا أن على الوالدين تعليم اطفالهم عدم إفشاء أسرار المنزل لانها تزعج الاخرين وانها من الامور غير المستحبة وعليهم ان يتحدثوا بأحاديث أخرى أمام طفلهم تفيده وتشكل لديه بدء الاهتمام بالمعارف.
ويبين خبراء علم الاجتماع أن الطفل يقوم بإفشاء أسرار المنزل من غير قصد قد تعود إلى اسباب منها شعور الطفل بالنقص أو رغبته في أن يكون محط إنتباه وإعجاب للحصول على أكبر قدر من العطف والرعاية وعادة يتخلص الطفل من هذه العادة عندما يصل إلى مستوى يميز فيه بين الحقيقة والخيال.
وبحسبهم فإن على الاهل ان يعطوا الاطفال المزيد من الثناء والتقدير عندما يلتزم الطفل بعدم إفشاء الاسرار الخاصة بالمنزل .
وعلى الاهل الالتزام بعد إفشاء أسرار غيرهم امام اطفالهم لأنهم قد يعمدون إلى ذلك من باب التقليد إضافة إلى عدم معالجة الامور بالعنف ووقف اللوم المستمر لانه يفاقم المشكلة.
وتنصح دراسات بعدم توبيخ الطفل وعدم المبالغة بذلك عند إفشاء الاسرار فمثلا يجب عدم الكلام معه لمدة ساعة مع إعلامه بذلك.
ويمكن للوالدين الاستعانة بالحكايات والقصص ما قبل النوم والتطرق لحوادث وقصص مشابهة لغرس هذا المفهوم لدى الطفل إضافة لتعليم الاطفال الآداب الدينية وغرس الأخلاق لدى الطفل كالأمانة وحب الآخرين وعدم الكذب وعدم افشاء الاسرار.