تطل علينا ذكرى عيد الاستقلال لتذكرنا بمقدار المنجزات التي حققتها بلادنا وقيادتها على الرغم من الصعاب، إذ نجحنا في الوثوب عن تلك الحواجز بفضل همة أبناء الوطن وصدق قيادته، التي ما فتأت تبحث عن مكتسبات من شأنها الارتقاء بمعيشة المواطن وتجفيف منابع همومه.
في عالم يموج بالمتغيرات، ظل الأردن عصياً على التحديات، التفاف وتمازج وتماهٍ بين الوطن وأبنائه وقيادته، تلك الوصفة التي عجزت أنظمة عن فك رموزها حين أدارت ظهرها لأبنائها مغفلة المكاسب التي يمكن تحقيقها عبر ذلك التزاوج.
فيما تنشغل قيادات عربية بقصم ظهر أبنائها، كان أبو الحسين ذو النفس الوثابة حريصاً على تحقيق مصلحة رعيته، جهد وصل خلاله الليل بالنهار، تمخض عنه حوار واسع برعايته وتوجيهه، كما أثمرت سياساته الحكيمة عن انضمام لمجلس التعاون الخليجي، ولم يقتصر الأمر عن ذلك الحد بل أن القوى العالمية والإقليمية تلجأ لحكمته للتشاور حينما تلوح الشدائد.
لقد كان وما زال جلالته حريصاً على الدعوة لإحقاق الحقوق وإعادتها لأصحابها، وضع القضية الفلسطينية وحقوق اللاجئين في موضعه، نبه بعض الأطراف من الاتجار بها، بل وأرسل من واشنطن رسائل تحذر المجتمع الدولي من تجاهلها، فحلها أساس وقاعدة يمكن عقبها بناء صروح التنمية في المنطقة إن أراد العالم شراكة حقيقية معها.
نثق بقدرات قيادتنا وأبناء وطننا على تجاوز التحديات، فهم عرفوها وتعلموا منها وتجرعوا من كأسها طوال السنوات، منتظرين اشراقة فجر جميل يطوي صفحة العقبات.
د. نصير شاهر الحمود
أردني مقيم في دولة قطر