حكاية وطن
نزرعها بذرة .... ما تلبث أن تنشق قشرتها فتنمو وتنمو .... وتزهو وتزهو ... تمد أذرعها تحت الثرى تقبل الأرض وتتشبث بترابه تثبّت نفسها .... تستعد .... ثم تنهض شجرة قوية تطول وتطول فتعانق السماء والطيور ...
شجرة ...أصلها ثابت وفرعها في السماء... تستلهم من خير الأرض ما فيه أنَفَها وقوتها .... فيشتد عودها ... لتظل بعد ذلك عشرات السنين معطاءة لتلك الأرض التي أنبتتها وسقتها ... وأكرمتها وآوتها
"بالقليل من الإنتماء للأرض نستطيع أن نحقق قدرا لا حد له من التحليق والسمو والتسامى للأعلى اللامتناهي المدى"
وكذلك نحن ... كحجم بذرة ولدنا... وعلى أرض الوطن نشأنا ... من خيراته تشبّعنا ... من مائه ارتوينا ... بمدارسه تعلمنا ... و في جامعاته تخرجنا ....وإلى رحاب الوطن ... سننطلق ... فلا تكلّ سواعدنا من إعماره ... ولا تهدأ نفوسنا إلا بأمانه ...
أردن أرض العزم أغنية الظبى .... نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
في حجم بعض الورد إلا إنه ... لك شوكة ردت إلى الشرق الصـبا
أيها الوطن الأغر ... من جنون هوانا بِتنَا نغارُ من أولئك الذين احتضَنَتهُم ذرات ترابك ... هنيئا لهم فهم يرقدون فيك بسلام ... لن يفرّقهم عنك إلا يوم الحشر ...
أيا وطنا جُبلت أرواحنا على عشقك ... أيا وطنا إن عطشت أرضك سقيناها بدمائنا ...أيا وطنا نُرَتّل أحرفه ونقدّس زيتونه .. ونتغنى بتاريخه وتراثه ... ما لحبك من خلاص ..
في عيدك أيها الوطن ... وكما العادة ... نجدد ما هو جديد ولن يبلى يوما ... نجدد العهد والوعد على أن نظل كما عهدتنا مخلصين ... فلن يغير فينا فتّان ما بَنَيته فينا سنينا ...
أيها الوطن ... ذكّرَتنا "ألِفك" دوما بأنك أوّلاً وبأنك الأسمى والأغلى .. واستلهمنا في "رائك" الريادة والرقي ... وعرفنا من "دالك" يا درة الأوطان سر دنوك من قلوبنا وقلوب روّادك ... أما "نونك" ففيه النماء يا نورا تنارُ به دروب المغتربين التائهين في دوامة الحياة ....
وطني الحبيب ... كل عام وأنت كما أنت ..كل عام وعين الله تحرسك من كل سوء... كل عام وأرضك أطهر من أن تمسها عين حاقد بسوء ... كل عام وعيوننا قريرة بهنائك وأمانك ...كل عام وأنت بخيــر...
هنيئا للوطن ولقائد الوطن المفدى ... هنيئا للوطن ولأبنائه الأوفياء ذكرى الاستقلال