زاد الاردن الاخباري -
كل المعطيات المتوفرة تؤكد استعادة الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، دوره المحوري الفاعل في المنطقة، والذي سيتركز على تفعيل جهود استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس حل الدولتين، إلى جانب إطلاق مشروعات استثمارية كبرى، بالتعاون مع صناديق أميركية، تسهم في إحداث تنمية اقتصادية محليا.
هذه القناعات تبلورت بعد الزيارة الملكية الأخيرة إلى الولايات المتحدة، التي شكلت تطورا مهما في العلاقات الأردنية الأميركية، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وحملت رسائل للداخل والإقليم وأكدت مركزية الدور الأردني في العديد من القضايا الاقليمية أهمها القضية الفلسطينية وضمان الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة.
على الصعيد الداخلي؛ مثلما كان هناك ارتياح على المستوى الرسمي، قابله ارتياح مماثل على المستوى الشعبي، ممزوج بالفخر والاعتزاز، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، المتسلح بإيمانه بقضايا الأمة ودفاعه عنها بثبات موقف الهاشميين الذي لم يتغير أو يتبدل رغم الضغوطات التي واجهتها المملكة، يسانده سمو الأمير حسين، ولي العهد، الشاب المتقد حيوية ونشاطا والمؤمن بالأردن وقدرات شعبه، وخصوصا فئة الشباب، على إحداث التغيير الإيجابي.
التعهد الأميركي بمواصلة دعم الأردن، سواء بالمساعدات المالية المباشرة أو بالاستثمار في العديد من المشروعات الكبرى التي تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، إلى جانب الاستثمار في المشروعات التي تدعم التنمية البيئية، يشكل فرص مهمة، اذا ما استثمرها القطاعان العام والخاص في المملكة، إلى جانب مشروعات إعادة الاعمار التي ستكون ثمرة الاستقرار السياسي في الدول التي شهدت اضطرابات امنية، خصوصا سوريا والعراق.
الزيارة الملكية والتفاعل الأميركي معها من جميع المستويات، الإدارة الأميركية وقيادات الكونجرس، بشقيه الشيوخ والنواب، وتفهمهم لاحتياجات المملكة الاقتصادية، خصوصا في مجال التجارة البرية، وإمكانية استعادة النشاط التجاري مع الجارة سوريا، والذي أسست له زيارات متبادلة بين المسؤولين الأردنيين والسوريين، سيفتح بابا جديدا امام الصادرات الأردنية إلى سوريا وعبرها لدول أوروبا، وكذلك الربط الكهربائي والعبور إلى لبنان وغيرها من الدول.
في القضية الفلسطينية، عززت الزيارة دور الأردن بالتعاون مع الأطراف العربية الفاعلة، في التمهيد لعودة طرفي الصراع إلى طاولة المفاوضات وسحب فتيل التوتر الذي شهدته مدينة القدس وقطاع غزة، وصولا إلى تنفيذ حل الدولتين والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني. أما الرسائل الإقليمية، فأكدت الزيارة أهمية الأردن بقيادة جلالة الملك في إقليم الشرق الأوسط، أولا من ناحية الفهم العميق لجلالة الملك لترابطات وتعقيدات المشكلات التي تعيشها دول الإقليم، وثانيا لقدرة جلالته على توجيه النصح في كيفية معالجة هذه القضايا وتخفيف التوترات لضمان أن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والسلام.
وكذلك أكدت نتائج الزيارة، التي وصفها مراقبون بأنها من أنجح الزيارات الملكية في أخر عشرين عاما، ووصفتها وسائل اعلام عالمية بالناجحة، مركزية الدور الأردني في احلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأهمية الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، والدور المحوري للأردن في الشرق الأوسط.